د نيهایت ايجاز په سيرت کې د حجاز اوسېدونکی
نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز
خپرندوی
دار الذخائر
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٩ هـ
د خپرونکي ځای
القاهرة
الفصل الرابع في الإسراء به ﷺ ليلا من المسجد الحرام وعروجه من المسجد الأقصي إلى السموات العلى
ولما بلغ ﷺ إحدى وخمسين سنة وتسعة أشهر (قبل الهجرة بسنة) أسرى به من حجر مكة المعظّم ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو أوّل القبلتين، وثانى المسجدين، وثالث الحرمين، لا تشدّ الرحال بعد المسجدين إلا إليه، ولا تعقد الخناصر «١» بعد الموطنين إلا عليه؛ فقد روى أبو هريرة رضى الله عنه، عن النبى ﷺ قال: «لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدى هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصي» «٢» ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى السماوات العلي، إلى سدرة المنتهى، إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام «٣» .
قال الماوردى: كل موضع ذكر الله فيه المسجد الحرام فالمراد به الحرم، إلا فى قوله تعالى: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ [البقرة: ١٤٩]، فإنه أراد به الكعبة، ولم يرد في أحاديث المعراج الثابتة أنه ﷺ عرج به إلى العرش تلك الليلة، بل لم يرد في حديث أنه ﷺ جاوز سدرة المنتهى، بل انتهى إليها.
وقد سئل الشيخ رضى الدين القزوينى ﵀ عن وطء النبى ﷺ العرش بنعله، وقول الرب ﷻ «لقد شرف العرش بنعلك يا محمد» هل ثبت ذلك أم لا؟ «٤» فأجاب بما نصه: «أما حديث وطء النبى ﷺ العرش بنعله فليس بصحيح، وليس بثابت، بل وصول النبى ﷺ إلى ذروة العرش لم يثبت في خبر صحيح ولا حسن ولا ثابت أصلا، وإنما صحّ في الأخبار انتهاؤه إلى سدرة
(١) الخنصر: الإصبع الوسطي، وهو كناية عن شدة التمسك. (٢) الحديث متفق عليه، ورواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائى وابن ماجه عن أبى هريرة، والإمام أحمد والترمذى وابن ماجه. وهو متفق عليه عن أبى سعيد. (٣) صريف الأقلام: صريرها. اهـ (من هامش الأصل) . (٤) قوله قبل: «إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام» يردّ ما قاله القزويني، فليتأمل؛ فإن هذا المستوى أعلى من سدرة المنتهى، وأما صعوده على العرش فالله أعلم بصحته. والله أعلم.
1 / 139