138

د نيهایت ايجاز په سيرت کې د حجاز اوسېدونکی

نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز

خپرندوی

دار الذخائر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩ هـ

د خپرونکي ځای

القاهرة

ژانرونه

سيرت
تاريخ
وسلام عليك ثم عليهم ... وعلى كل من تسجّى الكساء «١» وعلي عمّك «٢» الذى طيّب الله ... بأنفاس روحه الشهداء وعلى صنوه «٣» الذى بك أبقي ... لبنيه الخلافة القعساء وسلام عليك ثمّ على أز ... واجك اللاء نلن منك الحياء وسلام عليك ثم صلاة ... بشذا المسك يختمان الثناء ما ابتدا مدحك امرؤ عند كرب ... فانجلى حين وافق الانتهاء ولما بلغ ﷺ اثنتى عشرة سنة عرض لأبى طالب شخوص إلى الشام في تجارة، وكان النبى ﷺ يألفه، فسأله إخراجه معه، فأبى عليه صيانة له، فاغتم وبكي، فأخرجه، فراه راهب من الأحبار يقال له «بحيرا» وقد أظلته غمامة، فقال لأبى طالب: من هذا منك؟ قال: ابن أخي، قال: «أما ترى هذه الغمامة كيف تظله وتنتقل معه؟ والله إنه لنبى كريم، وإنى لأحسبه الذى بشّر به عيسى ﵇، فإنّ زمانه قد قرب، وينبغى أن تتحفظ به خشية أن تقتله اليهود» فردّه أبو طالب إلى مكة. ولما جاوز سنّ رسول الله ﷺ العشرين قال له أبو طالب: يا ابن أخي إن خديجة بنت خويلد امرأة موسرة ذات تجارة عريضة، وهى محتاجة إلى مثلك فى أمانتك وطهارتك ووفائك، فلو كلّمناها فيك فوكلتك ببعض أمرها وتجارتها. فقال رسول الله ﷺ: افعل يا عمّ ما رأيت. فسعى أبو طالب إليها فكلّمها في توكيل النبى ﷺ ببعض تجارتها، فسارعت إلى ذلك ورغبت فيه، ووجّهته إلى الشام ومعه غلام لها قيّم يقال له «ميسرة»، فلما فرغ مما توجّه إليه، وقدم مكة أخبرها ميسرة بأمانته وطهارته ويمن طائره، وما يقول أهل الكتاب فيه، وما ظهر له من البركة وكثرة الأرباح وسهولة الأمور، وكانت خديجة امرأة حازمة عاقلة برزة «٤» مرغوبا فيها لشرفها ويسارها، فدسّت إلى رسول الله ﷺ من عرض عليه أن يتزوجها، فرغب في ذلك.

(١) الحسن والحسين ابنا علي ﵃. (٢) حمزة بن عبد المطلب. (٣) العباس بن عبد المطلب ﵁. (٤) في القاموس: امرأة برزة: بارزة المحاسن، أو متجاهرة، كهلة جليلة، تبرز للقوم يجلسون إليها ويتحدثون وهي عفيفة. اهـ. (من هامش الأصل) .

1 / 80