============================================================
تكفوا مؤنة عدوكم؛ فهذه وصيتي لكم1 وادائي اليكم، ولاحول ولاقوة إلأ بالله العلي العظيم فقام شيث بخلافة أبيه من بعده مائتي سنة واثنتي عشرة سنة. فقام من بعده بالخلافة ابنه انوش ثلاثمائة سنة. ثم تولى الامر من بعد آنوش ابنه قينان؛ فجمع اليه ولد آبيه، وتهيا لمحاربة الجن، لتمودهم عليه وعلى ولد أبيه لمائم لخلافته مائتان وخسمون سنة، حضرته الوفاة، فاستخلف ابنه مهلاييل؟ فامتلا منهم الحرم ومايليه من الارضين؛ فجمعهم مهلاييل، وقتم الدنيا على خمس فرق.
جعل أزيع فرقي منهم فى مهب الريح الاربع؛ ونواحيها: الشمال، والجنوب، والصبا، لا والذثور، وخص ولد شيث، بأخصب الارضين، وافضلها، واكثرها خيرا؛ فتوجهوا اليبها بقي فى الخرم الفرقة الخامسة. قال ابن الكلبي: "ولكل ريح من هذه الرياح الأربع، حد معلوم؛ لايجاوزه الى غيره. حد الجنوب: من المشرق الى مطلع سهيل، وحد الدبور: من بنات نعش الى مطلع شهيل، وحد الصبا: من المشرق الى المجرة وحد الشمال: من المغرب الى المجرة؛ فلاتذخل واحدة فى خد الآخرى.
وجة مهلاييل لكل فرقة من هذه الفرقي الخمس، رجلأ من صالحى آهل ذلك العضر: يقتم لهم دينهم، ويحملهم على شريعة أبيهم آدم، وبتولى الحكومة بينهم، وتسميتهم: ود ويغوث ويعوق وسواع ونسرا2. فاقام كل رجل من هولاء النفر، الذين وجههم مهلاييل، مع الفرقة؟ يقيم لهم دينهم، وتعلمهم شريعة آدم، وبتولى الحكم بينهم، والانصاف للمظلوم من الظالم.
كمت هولاء النفر الخمسة في الفرق الخمس، ما شاءالله ان يمكثوا، حتى توفى مهلاييل، وتوفي النفر الخمس. فاستوحش الناش لفقدهم، وحزنوا لوفاتهم، فاتخذوا تماثيل على ضورهم من خشب الشاج؛ فكانوا يشكنون الى رؤيتهم، ويتعزون بالنظر اليهم، حتى مضى القرن وجاء قرن آخر؛ فقالو: لو عبدناهم، لكانت عبادتنا اياهم تقريا الى اله؟ فعبذوها، وتمادوا في ذلك فكان هذا سبب عبادة الاصنام؛ فلم يزل الناس يعبدونها، حتى بعث الله، "عزوجل نوخا.
قال الله تبارك تعالى فى كتابه فى صفة نوح وقال: (لاتذرن آلهتكم، ولاتذرن ودا ولاسواها ولايفوث ويقوق ونسرا، وقد اضلواكثيرا) 1 النهاية. ومايتي 2 ينظر: ممحم البلدان: م 5 ص 367
مخ ۲۶