نهایه په فتنو او ملاحمو کې

ابن کثیر d. 774 AH
105

نهایه په فتنو او ملاحمو کې

النهاية في الفتن والملاحم

پوهندوی

محمد أحمد عبد العزيز

خپرندوی

دار الجيل

د ایډیشن شمېره

١٤٠٨ هـ

د چاپ کال

١٩٨٨ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

أَنا أَنكحك"، قَالَتْ: فَخَطَبَنِي رجلٌ مِنْ قُرَيْش فأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ اسْتأمُره، فَقَالَ: "أَلا تَنْكَحِينَ مَنْ هُو أَحَبُّ إِلَيّ مِنْهُ"؟ فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فأَنْكَحْنِي مَنْ أَحبَبَتَ. قَالت: فَأَنْكَحَنِي مِن أسَامَةَ بن زيد. قالت: فَلَمَّا أَردتُ أَنْ أخْرجَ قَالَتْ: اجْلِسْ حَتَّى أَحَدِّثَكَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا مِنَ الأَيام فصلَّى صلاةَ الهاجرةِ ثم قَعَدَ فَفَرَغَ الناس، ثم قال: "اجلِسُوا أيُها الناسُ فَإِني لَمْ أَقُمْ مَقَامِي هذا لِفَزَع ولَكِنْ تَميم الداريُّ أَتاني فأَخبرني خبرًا فمنعني مِنَ القيلولَةِ مِن الفَرَح وَقُرَةِ الْعَيْن، فأَحْبَبْتُ أَنْ أَنْشرَ عَلَيْكُم فَرَحَ نَبِيّكم، أَخبرني أَنَّ رَهْطًا مِنْ بَنِي عَمِّهِ رَكِبُوا الْبَحْرَ فأَصَابتهم عواصفُ فأَلجأَتهم الريحُ إِلى جَزِيرَةٍ لَا يَعْرِفُونَهَا فَقَعَدُوا في قُوَيْرِبِ سفينة حتى إِذا خرجوا إِلى جزيرةٍ فإِذا هُمْ بشيءٍ أَهْلَبَ كثيرِ الشَّعرِ لَا يدرُون أَرَجلٌ هو أَم امرأَة، فسلَّموا عَلَيْهِ فَردَّ ﵈، فَقَالُوا له: أَلا تخبرُنا. فَقَالَ: مَا أَنَا بمخْبِرِكُمْ وَلَا بِمُسْتَخْبِركُمْ، ولكِنْ هَذَا الدَيْرُ الذِي قَد رَأَيْتُمًوهُ فيهِ مَنْ هُوَ إِلى خَبَرِكُمْ بِالأَشْواق أَنْ يُخْبِرَكُمْ ويَسْتَخْبِرَكُمْ، قَالَ: قُلْنا: مَا أَنْتَ؟ قَال: الْجَسَّاسَةَ؟ فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوا الدَّيْرَ فإِذا هُمْ بِرَجْل مُوَثَّق شدِيدٍ الوثاق يًظْهرُ الحزنَ كثيرَ الشكر فسلّموا عَلَيْهِ فَرَدَّ عليهم قال: فَمَنْ أنْتُمْ؟ قالوا: نَحْن أنَاسُ مِنَ الْعَرَبِ. قَالَ: مَا فَعَلتِ العربُ أخرَجَ نَبيُّهُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا فَعَلوا؟ قَالوا: خَيْرًا آمنوا به وصدَّقوهُ. قال: ذَاكَ خير لهم. قالوا: لَقَدْ كَانُوا له أعْدَاءَ فَأظْهَرَه١ اللَّهُ عَلَيْهِمْ. قَالَ: فالعربُ الْيَوْمَ إِلهُهُمْ واحِد ونبيُّهُم واحِدُ وَكَلِمَتُهُمْ واحدةُ؟ قَالُوا نَعَمْ: قَالَ: فَمَا عَمِلتْ عَيْنُ زًغرَ؟ قَالُوا: صالحةٌ يَشْرَبُ مِنها أهلُها تَسْقِيهم

١ أظهره الله: نصره.

1 / 113