لَهُ من الْمَرَاتِب الدنياوية أَو الأخراوية
بِهَذَا الْكَشْف وَقد حجبه الله تَعَالَى عَنَّا رَحْمَة بِنَا وَلم يَحْجُبهُ من الْحَيَوَان لعدم تضرره بِهِ لعدم عقله لَا لكرامته عَلَيْهِ
قَالَ والعلامة الثَّانِيَة الخرس بِحَيْثُ لَو أَرَادَ أَن ينْطق بِمَا رَآهُ لم يقدر فَحِينَئِذٍ يتَحَقَّق بحيوانيته وَكَانَ لنا تلميذ قد حصل لَهُ هَذَا الْكَشْف غير أَنه لم يحفظ عَلَيْهِ الخرس فَلم يتَحَقَّق بحيوانيته وَلما أقامني الله تَعَالَى فِي هَذَا الْمقَام تحققت بحيوانيتي تحققا كليا فَكنت أرى وَأُرِيد النُّطْق بِمَا أشاهد فَلَا أَسْتَطِيع فَكنت لَا أفرق بيني وَبَين الخرس الَّذين لَا يَتَكَلَّمُونَ
أَقُول لَوَدِدْنَا أَن لَو كَانَ تمّ لَك الخرس ودام وانضم إِلَيْهِ الشلل فَلَا كنت تَكَلَّمت بِمَا تَكَلَّمت وَلَا كتبته وَلَكِن الله تَعَالَى يفعل مَا يُرِيد وَلَو شَاءَ مَا خلق الشَّيْطَان وَلَا أمهله وَلَكِن اقْتَضَت حكمته ذَلِك ليتبين من يثبت على الْهدى بالتوفيق مِمَّن هُوَ على شفا جرف هار فانهار بِهِ فِي نَار جَهَنَّم ﴿وَمن يضلل الله فَمَا لَهُ من هاد﴾
ثمَّ يُقَال لَهُ إِذا كنت قد أسلخت من عقلك والتحقت بِمُطلق الْحَيَوَان فَمن أَيْن لَك إِرَادَة النُّطْق وَهَذِه الْإِرَادَة لَا تُوجد فِي الْحَيَوَان وَكَيف شَعرت بهَا وَالْحَيَوَان لَا يشْعر بذلك على أَنه يلْزم من