أَقُول هَذَا كذب بَاطِل فَإِن السَّعَادَة مُتَعَلقَة بموافقة الْأَمر لَا بموافقة مُطلق الْمَشِيئَة
وَقد صرح سُبْحَانَهُ بِأَنَّهُ يَكْتُبهَا للَّذين يَتَّقُونَ وَيُؤْتونَ الزَّكَاة ويتبعون النَّبِي الْأُمِّي إِلَى آخر مَا ذكر تَعَالَى فَعلم أَن من لَيْسَ كَذَلِك لم يكْتب لَهُ
قَالَ فِي الْكَلِمَة اليونسية وَأما أهل النَّار فمآلهم إِلَى النَّعيم وَلَكِن فِي النَّار إِذْ لابد لصورة النَّار بعد انْتِهَاء مُدَّة الْعَذَاب أَن تكون بردا وَسلَامًا على من فِيهَا فنعيم أهل النَّار بعد اسْتِيفَاء الْحُقُوق نعيم خَلِيل الله تَعَالَى حِين ألقِي فِي النَّار فَإِنَّهُ ﵊ تعذب برؤيتها وَبِمَا تعود فِي علمه وتقرر من أَنَّهَا صُورَة تؤلم من جاورها من الْحَيَوَان
وَمَا علم مُرَاد الله تَعَالَى فِيهَا وَمِنْهَا فِي حَقه فَبعد وجود هَذِه الآلام وجدهَا بردا وَسلَامًا مَعَ شُهُود الصُّورَة اللونية فِي حَقه وَهِي نَار فِي عُيُون النَّاس
أَقُول هَذَا مذْهبه على مَا تقدم وَلَا دَلِيل عَلَيْهِ إِلَّا مَا قَرَّرَهُ قبله من سبق الرَّحْمَة وَمن مُرَاعَاة الْإِبْقَاء على هَذِه النشأة إِلَى آخر مَا ذكر
وَهُوَ مُخَالف لمَذْهَب أهل السّنة وَلقَوْله تَعَالَى ﴿فَلَا يُخَفف عَنْهُم الْعَذَاب﴾