قالت وهي تضمه: طبعا متأكدة، هو لن يأتي إلا في الأسبوع القادم. ذكر لي في خطابه الذي وصلني أمس.
ومضت تتكلم عن الخطاب.
ولم يصغ إليها، كان في ذلك الوقت يلعن نفسه ... ما له هو وما لزوجها وخطابه؟ لماذا يخرج عن «الموضوع» باستمرار. الزمن الذي أمامه محدد وقد أضاع وقتا كثيرا، وهي كانت أذكى منه، فهي لم تسأله أبدا عن شخصه ولا شغلت نفسها كثيرا بأحواله ولا يهمها إن كان متزوجا أم أرمل، كل ما يهمها أنها الآن معه في حجرة مغلقة واحدة.
وحل صمت.
أثقل صمت. وحاول درش أن يقطعه بحركة، بضمة أو حتى بقبلة، حتى هدأت تماما ونسيت ما كان. وما كاد هذا يحدث حتى هبط عليه خاطر عبقري فسألها: هل عندك مشروبات؟ - مشروبات؟ - أجل، نبيذ، براندي، ويسكي، أو بيرة حتى.
وضمت حاجبيها مفكرة بينما كان هو قد بدأ يرتجف بعصبية حادة كأنما مصيره معلق بالكلمة التي سوف تخرج من فمها. وبدأ عليه الارتياح الشديد حين قالت: أعتقد أن عندي بعض البراندي. - أين؟ - هنا.
قالت هذا وهي تشير له دون أن تتحرك إلى دولاب صغير قائم في ركن الغرفة. وبابتهاج زائد قام وفتح الدولاب وجرد محتوياته بنظرة، وفي قاعه عثر على زجاجة البراندي.
لم يكن بها الكثير، كأسان أو ثلاث تعوم فوقها فلينة ساقطة. وبينما كانت تقول له الكوب فوق الدولاب كان هو قد رفع الزجاجة إلى فمه، ودلق محتوياتها في جوفه مع أنه لا يطيق طعمها.
وطبعا لم يسر مفعولها في جسده حالا ... كان الأمر يستلزم بعض الوقت، ولكنه أحس بنفسه منتشيا حتى قبل أن يصل الخمر إلى رأسه. فجأة بدا له الأمر في غاية الروعة: امرأة جميلة، وليلة سوف يذكرها إلى آخر العمر، وجسد عار أبيض مشرب بحمرة، تماما مثلما يريده، وأبواب الجنة مفتوحة على مصاريعها أمامه، فماذا ينتظر؟
وذهب إليها في الفراش، واحتضنها وهو جالس، ورفع رأسها حتى أصبحت في متناول فمه، ومضى يقبلها ويمعن في إثارتها بتقبيلها في عنقها وأذنيها، ولم تكن هي في حاجة لكل هذا.
ناپیژندل شوی مخ