33
الدنيا جُبلَت على كدَر، قال ابن القيم (ت ٧٥١ هـ) ﵀: (إنَّ الدنيا لا تتخَلَّصُ أفراحُها من أحزانِها وأتراحِها البتة. بل ما مِن فرحة إلا ومعها تَرْحَةٌ سابِقَةُ، أو مُقَارِنَةٌ، أو لَاحِقَةٌ. ولا تتجرَّد الفرحة، بل لا بُدَّ مِن تَرحَةٍ تُقارنها، ولكن قد تقوى الفرحة على الحزن فينغمر حُكمُه وألَمُه مع وجودها، وبالعكس). (١) أخيرًا: العيدُ فرَحٌ شَرْعِيٌّ، مع ذكرِ الله وشُكْرِه، وحُسنِ عبادته، ومن عبادته: السلام، والبشاشة، وصلة الرحم، والصدقة، وإدخال السرور، وإظهار التكبير في عيد الأضحى، وزكاة الفطر، وذبح الهدي والأضاحي و.... وليس من مستلزمات العيد عقلًا ولا شرعًا ولا عادةً للمسلمين: أن يُفعلَ المنكر، ويُجاهرَ به، ويُفرح به، من أغانٍ، وخمور، وتعرٍّ، واختلاطٍ بين الرجال والنساء، وإسرافٍ في المأكل والمشرب، وتضييعٍ للصلوات، وتقصيرٍ في الواجبات من صلة الرحم، وغيرها.

(١). «مدارج السالكين» (٤/ ٣٠٨٩).

1 / 33