31
فيها من المتع الحلال والحرام بين يديه، وهومعرض عن الله؛ لضاقت الدنيا كلها عليه، وأصبح ضيقًا حرَجًا كأنما يصَّعَّد في السماء ... (١) دليل ذلك: قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ الرعد: ٢٨ وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾ الزخرف: ٣٦

(١). قال ابن القيم (ت ٧٥١ هـ) ﵀ في «مدارج السالكين» (٤/ ٣٠٩٦): (ففي القلب: شَعَثٌ، لا يلُمُّه إلا الإقبالُ على الله. وفيه: وحشةٌ، لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته. وفيه: حُزنٌ لا يُذهِبه إلا السرورُ بمعرفته وصِدق معاملته. وفيه: قَلَقٌ لا يُسكِّنُه إلا الاجتماع عليه، والفرار منه إليه. وفيه: نيرانُ حسراتٍ لا يُطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه، وقضائه، ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه. وفيه: طَلَبٌ شديد، لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه. وفيه: فاقةٌ، لا يسدُّها إلا محبتُه، والإنابةُ إليه، ودوامُ ذكره، وصدقُ الإخلاص له، ولو أُعطي الدنيا بما فيها، لم تُسَدَّ تلك الفاقةُ منه أبدًا).

1 / 31