نظم الدرر فی تناسب الآيات والسور

برهان الدين بقاعي d. 885 AH
116

نظم الدرر فی تناسب الآيات والسور

نظم الدرر في تناسب الآيات والسور

خپرندوی

دار الكتاب الإسلامي

د خپرونکي ځای

القاهرة

العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم﴾ [غافر: ٧] وذلك المثل الأعلى لإحاطته اسمه الحمد ﴿وله الحمد في السماوات والأرض﴾ [الروم: ١٨] وأحمده أنهاه وأدناه إلى الله تعالى بحيث لا يكون بينه وبين الله تعالى واسطة، فلذلك ما استحق أكمل الخلق وأجمعه وأكمل الأمر وأجمعه وأكمل الأمر وأجمعه الاختصاص بالحمد، فكان أكمل الأمور سورة الحمد وكان أكمل الخلق صورة محمد ﷺ، كان خُلقه القرآن ﴿لقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم﴾ [الحجر: ٨٧] ودون المثل الأعلى الجامع الأمثال العلية المفصلة منه ﴿ضرب لكم مثلًا من أنفسكم﴾ [الروم: ٢٨] ولإحاطة أمر الله وكماله في كل شيء يصح أن يضربه مثلًا ﴿إن الله لا يستحي أن يضرب مثلًا ما بعوضة فما فوقها﴾ [البقرة: ٢٦] ﴿مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا﴾ [العنكبوت: ٤١] وللمثل حكم من ممثوله، إن كان حسنًا حسنَ مثله، وإن كان سيئًا ساء مثله؛ ولما كان أعلى الأمثال الحمد كان أول الفاتحة الحمد، ولما كان أخفى أمر الخلق النفاق كان أول مثل في الترتيب مثل النفاق، وهو أدنى مثل لما خفى من أمر الخلق، كما أن الحمد أعلى مثل غاب من أمر الحق

1 / 132