د معرفت نظریه او د انسان طبیعي حالت
نظرية المعرفة والموقف الطبيعي للإنسان
ژانرونه
تظهر أول تفرقة صريحة واضحة بين نوعين من الصفات في الأشياء: أحدهما كالشكل والحركة والموقع، هو صفات «توجد في الأشياء على نفس النحو الذي ندركها عليه عن طريق حواسنا أو فهمنا»، أما الصفات الأخرى - كالألوان مثلا - فإننا عندما ننسبها إلى الأشياء فإنما يعني ذلك أننا «ندرك في هذه الأشياء أمرا نجهل طبيعته، وإن يكن يسبب فينا إحساسا معينا بادي الوضوح والظهور، يسمى بإحساس الألوان.»
ومن الواجب أن نلاحظ أن الأمر الذي يحذرنا منه ديكارت هو الاعتقاد بأن الألوان توجد في الأشياء ذاتها على نفس النحو الذي تظهر به لحواسنا، وهو يدافع في واقع الأمر عن وجود «شيء ما» - مجهول الطبيعة - في الأشياء، هو الذي يسبب فينا هذا الإحساس اللوني، ومعنى ذلك أن ديكارت لم يدخل تماما في مجال الذاتية؛ لأن اللون ناتج عن صفة فعلية موجودة في الأشياء، ولكن الذهن
entendement
هو الذي يحول هذه الصفة المجهولة إلى ما نسميه نحن باللون.
ولقد نظر شراح لوك إلى رأيه في مشكلة الكيفيات الأولى والثانية على أنه مجرد تعبير أصرح وأوضح عن فكرة ذاتية الكيفيات الثانية وموضوعية الأولى، ورغم أن الكثيرين من مؤرخي الفلسفة يوافقون على هذا التفسير - الذي قد يكون له في بعض الأحيان ما يبرره - فإني أود أن أنبه إلى بضع نواح ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار في أية مناقشة لهذا الموضوع:
أولا:
أن تفرقة لوك بين نوعي الكيفيات يمكن أن تفسر على أنها تفرقة لغوية أو تفرقة في «التعريف»، فهو يقول عن الكيفيات الأولى إنها لا تنفصل عن الجسم بحال، بل يحتفظ بها مهما كانت التغيرات، ويجدها الحس في أية موضوعات مهما صغرت طالما أنها تدرك.
10
هذا الرأي يمكن أن يفسر على أساس أن من المستحيل تصور الجسم دون أن تكون له تلك الكيفيات الأولى؛ فمن المستحيل تصور جسم بلا شكل أو كتلة أو حجم أو امتداد، ومهما كبر ذلك الجسم أو صغر، ومهما كانت التغيرات التي يمر بها فسيظل دائما ذا شكل وكتلة وامتداد إلخ ... وإذن فالكيفيات الأولى في هذه الحالة جزء من «مفهوم» الجسم ذاته، أما الكيفيات الثانية فليست كذلك؛ إذ إن من الممكن تصور جسم دون لون (كالهواء)، أو جسم دون صوت (كالصورة)، أو جسم دون طعم (كالماء) ... إلخ.
ثانيا:
ناپیژندل شوی مخ