د معرفت نظریه او د انسان طبیعي حالت
نظرية المعرفة والموقف الطبيعي للإنسان
ژانرونه
يسمى بالفكرة أو الانطباع أو التمثل أو المعطى الحسي، وهو موضوع يختص به الملاحظ المنفرد وحده، بل تختص به حاسة منفردة أيضا.»
6
مثل هذا الفهم التجزيئي للمعرفة الحسية - سواء أكان ذلك عن طريق عزل حاسة واحدة عن بقية الحواس، أو عن طريق عزل إدراك شخص واحد عن إدراك بقية الأشخاص - هو الذي يتيح الفرصة لعدد كبير من أصحاب الاتجاهات المثالية كيفما يوجهوا انتقاداتهم إلى الإدراك الحسي بوصفه وسيلة من وسائل المعرفة، ومن الواجب أن يكون المقصود من المعرفة الحسية هو تلك المعرفة التي تأتي بها حواس الشخص متكاملة، والتي تقارن نتائجها بنتائج ما تأتي به حواس الأشخاص الآخرين، ولو فهم الإحساس بهذا المعنى لأصبحت معظم الاعتراضات على الحواس غير ذات موضوع.
وأخيرا فمن الواجب أن نشير إلى ذلك الرأي الذي توصل إليه كثير من الفلاسفة التقليديين، والقائل: إن الحواس ذاتها لا تخطئ، إنما يكون الخطأ في حكمنا العقلي على ما تنقله إلينا النتائج التي نستدل عليها منه، فأرسطو يجعل للإدراك ثلاث مراتب، تتدرج من الحس الخالص إلى إدراك الصفات الكلية في المحسوسات، ويرى أن الخطأ ينعدم في النوع الأول ويزداد احتماله كلما اقتربنا من النوع الأخير.
7
وكانت يؤكد نفس المبدأ قائلا: «إن الصواب والخطأ لا يكونان في الموضوع بقدر ما لدينا به من حدس، بل في الحكم الذي نصدره عنه، فمن الصواب إذن أن نقول: إن الحواس لا تخطئ، لا لأن حكمها دائما صحيح، بل لأنها لا تحكم على الإطلاق.»
8
ولنا على هذا الرأي القائل بتداخل الحكم العقلي مع الحواس ملاحظتان:
الأولى:
أنه ينبغي ألا يتخذ وسيلة لنقد دور الإحساس في المعرفة إلا في حالة واحدة: إذا كان المدافعون عن الإحساس يقولون: إنه هو المصدر «الوحيد» للمعرفة، وهو رأي لا أظن أن أحدهم قال به، فمن الممكن التسليم بدور الذهن الأساسي المكمل للإحساس مع الاعتراف في الوقت ذاته بالدور الهام الذي تقوم به الحواس من حيث هي نقطة بداية تصدر بناء عليها الأحكام الذهنية.
ناپیژندل شوی مخ