ثم تشرفت في حج عام سنة 1367 بدعوة للعشاء على مائدة حضرة صاحب السمو الملكي الأمير منصور المعظم حفظه الله وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية وكانت الدعوة خاصة بعلماء نجد على عادة سمو الأمير المعظم كل عام وبعد أن فرغنا من تناول العشاء الفاخر جلسنا لشرب القهوة العربية الفاخرة وأخذ الحديث مع سمو الأمير المعظم مجراه العلمي حين افتتحه هو أطال الله عمره بلباقة وكياسة فانتهزت الفرصة وذكرت شيخ الإسلام ابن تيمية وآثاره القيمة في إيقاظ العقول من رقدتها وجهاده في إنقاذ الناس من غفلة التقاليد الجاهلية التي أوقعتهم في حمأة الوثنية والخرافات وما لقي رحمه الله من عسف الحكام وجهل المتعالمين في زمنه ولو أنه رحمه الله كان قد وجد ما وجد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من نصرة آل سعود واضطلاعهم بدعوة التوحيد ووضعهم أنفسهم وأموالهم وكل جهودهم لنصرة دعوة التوحيد لكان شأن المسلمين اليوم غير شأنهم ولكانت مكانتهم من الحياة أعز كثيرا جدا مما هم عليه اليوم على أنا نرجو مخلصين أن تكون هذه اليقظة الحديثة يقظة دائمة مستمرة يرجع المسلمون بها إلى المحجة البيضاء التي تركهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام لهم أعلامها من كتاب الله وسنة رسوله الناصح الأمين والله المسئول أن يوفق القادة منهم إلى السداد والرشاد والعمل الدائب على إحياء آثار السلف الصالح وتجويد عرضها للناس في الثوب الجميل الذي يجذبهم إلى الانتفاع بها كما يفعل ذلك صادقا مخلصا جلالة الملك عبد العزيز أدام الله توفيقه وأمده بروح منه ففيها الخير والهدى لهم في هذه الحياة العصرية المضطربة بأمواج الفتن والأهواء المضلة وفيها الغناء كل الغناء عما غزا المجتمع الإسلامي من نتاج الفرنجة في السياسة والاقتصاد والآداب والأخلاق والاجتماع والقانون.
مخ ۴