وقد أخبر عن جميع الرسل أنهم دعوا إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما أخبر عن نوح وهود وصالح وغيرهم وقال تعالى {21: 25 وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} وقال تعالى {43: 45 واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون} وقال تعالى {16: 36 ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} وقال تعالى {23: 51 - 53 يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم • وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون • فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون} وقال تعالى {21: 92 - 93 إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون • وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون} وقال تعالى {42: 13 شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه}.
وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم «أنه كان يقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله» وثبت عنه في الصحيح أنه كان يقول «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله» وفي رواية «ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة».
وثبت عنه في الصحيح «أنه لما بعث معاذا إلى اليمن قال إنك تأتي قوما أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن هم أطاعوا لك بذلك فأعلمهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فإن هم أطالعوا لك بذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب».
مخ ۴