والجواب: أن حكم العقل يحسن نحو العدل، ويقبح نحو الظلم من الضروريات العقلية التي لا تحتاج إلى نظر واستدلال كالعلم بالجوع والعطش والآلام والفرح والسرور، وكالعلم بأني موجود، وماذا هذا حاله فلا يحتاج إلى التدليل، وكثرة القال والقيل، غير أنه لما صار لأهل هذه المقالة الشاذة كيان وكثرة أتباع دعت الحاجة إلى بيان الحق ونصب الأدلة، كما دعت الحكمة من قبل إلى نصب الأدلة وتوضيح البراهين، لرد مذاهب المشركين الوثنية، ومزاعم السوفسطائية، وهي عند العقل باطلة بضرورته وبديهته.
فإن قلت: وكيف راجت هذه المذاهب عند المشركين وفيهم ذووا العقول الراجحة ولا سيما قريش.
قلت: للمجتمع والنشأة والتربية دور في تربية الخرافات ونموها مع ما يصحب ذلك من التخيلات والتوهمات المدعاة للأوثان، ومن الأمثلة على أن الخيال قد يسيطر على العقل:..
مخ ۴۵