والكراهة: هي خلاف الإرادة، وهي بمعناها الحقيقي مستحيلة في حق الله تعالى، وهي علمه سبحانه بإشتمال ذلك الفعل أو الترك على المفسدة، وعن أمير المؤمنين عليه السلام: ((ويريد ولا يضمر، يحب ويرضى من غير رقة، ويبغض ويغضب من غير مشقة))، وقوله: ((ومشيئته الإنفاذ لحكمه، وإرادته الإمضاء لأموره))، ذكرها في مجموع السيد حميدان.
وفي كتاب الإتقان قال الرازي: جميع الأعراض النفسانية أعني الرحمة والفرح، والسرور والغضب، والحياء والمكر، والاستهزاء لها أوائل ولها غايات، مثاله: الغضب فإن أوله غليان دم القلب، وغايته إيصال الضرر إلى المغضوب عليه، فلفظ الغضب في حق الله لا يحمل على أوله الذي هو غليان دم القلب، بل على غايته الذي هو إرادة الإضرار.
وكذلك الحياء أوله إنكسار يحصل في النفس، وله غاية وغرض، وهو ترك الفعل، فلفظ الحياء في حق الله يحمل على ترك الفعل لا على إنكسار النفس
مخ ۴۳