إذا يتعين المجاز، والقرينة: العقل، والمعنى: بحفظنا وكلائتنا من المجاز المرسل، ويشهد لهذا المعنى: السياق، والذوق السليم.
أما إذا حملناها على الظاهر اختل المعنى وبطل، وانظر معي في قوله تعالى: ((تجري بأعيننا))، في وصف سفينة نوح عليه السلام إذا حملت على الظاهر كما يقوله الوهابيون أفادت الآية أن لله تعالى أكثر من عينين، وأن السفينة تجري في هذه الأعين، والواقع ليس كذلك، إذ أنها تجري بهم في موج كالجبال، وكذلك قوله تعالى: ((واصنع الفلك بأعيننا)) [هود:37]، الواقع أن نوحا عليه السلام صنع الفلك على وجه الأرض من الألواح والدسر ([5])، ولم يصعد إلى العرش الذي يستقر عليه الرحمن بزعمهم، فيصنعها في عيونه، أبعد الله الجهل إلى أي مدى يصل بصاحبه، وتعالى ذو العزة والجلال عما يقولون علوا كبيرا.
مخ ۳۴