وأنت إذا أردت أن تفسر الآية على ما يريد أهل الظاهر حصل فساد في المعنى، إذ يكون المعنى: أن كل شيء هالك سوى وجه الله، أما ما عدى الوجه فإنه هالك، فلا بد لهؤلاء الظاهرية من الرجوع إلى تفسيرنا، من أن كل شيء هالك سوى الله تعالى هو المقصود من الآية.
فإذا كان هذا هو المقصود، فلا يصح التعلق بهذه الآية على إثبات
الوجه الحقيقي لله تعالى.
[الأيدي واليدان]
الآيات التي تتعلق بها المشبهة قوله تعالى: ((والسماء بنيناها بأيد)) [الذاريات:47]، ((لما خلقت بيدي)) [ص: 73]، ((بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء)) [المائدة:64]، ((والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه)) [الزمر:67]، ونحو هذه الآيات، وأحاديث يستدلون بها نحو ما يذكر في تفسير هذه الآية الأخيرة في سورة الزمر، فقد تعلق أهل الظاهر وكثير من المخالفين للزيدية بما ذكرنا وبنحوه، فأثبتوا لله تعالى يدين وأصابع وقبضة.
مخ ۲۸