Nayl Al-Amany min Fatawa Al-Qadi Muhammad bin Ismail Al-Amrani
نيل الأماني من فتاوى القاضي محمد بن اسماعيل العمراني
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م
ژانرونه
كما هو معلوم.
س: هل الفرجان من أعضاء الوضوء وهل من نام وهو متوضئ وأراد أن يجدد الوضوء، فهل يغسل فرجيه أولًا؟ ثُمَّ يتمضمض ويستنشق ويغسل وجهه أمْ يكفي بأن يتمضمض ويستنشق ويغسل الوجه واليدين ..... إلخ؟
جـ: اعلم بأنَّه لم يرد في القرآن الكريم ما يَّدل على أنَّ الفرجين من أعضاء الوضوء أبدًا وكذلك لم يرد عن النبي ﷺ ما يدل على أن الفرجين من أعضاء الوضوء أبدًا، وهكذا لم يرد عن الصحابة ولا التابعين ولا عن أصحاب المذاهب الفقهية، وهكذا لم يذكر واحد من الفقهاء المتأخرين أن الفرجين من أعضاء الوضوء ولكنه نص على أنَّه من أعضاء الوضوء الإمام (المهدي ابن أحمد المرتضى) مؤلف كتاب الأزهار وتابعه من جاء بعدهُ من الفقهاء المتأخرين المقلدين لصاحب الأزهار، والواجب على المصلي هو أن يتوضأ كما أمره الله وكما جاء في كتب السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وذلك بأن يتمضمض ويستنشق وجوبًا عند فريق من العلماء وعلى جهة السنة عند آخرين ثم يغسل وجهه ويديه ويمسح على رأسه ثُمَّ يغسل قدميه بشرط أن يكون قد أزال النجاسة عن فرجيه، أمَّا إذا لم يكن قد أزال النجاسة من فرجيه قالوا جب عليه أولًا أن يزيل النجاسة عن فرجيه فالخلاف بين الجمهور وبين المتأخرين من فقهاء المذهب الزيدي الهادوي هو هل يشرع لمن يريد أن يتوضأ للصلاة وقد بال أو تغوط أن يغسل فرجه مرتين مرة باسم الاستنجاء وهو إزالة النجاسة ومرة أخرى باسم الوضوء أي بدعوى أن الفرجين من أعضاء الوضوء أم لا يشرع له ذلك، فمن كان على مذهب المتأخرين من الهادوية فيقول إنه يشرع للذي يريد أن يتوضأ وقد بال أو تغوط أن يغسل فرجه الأعلى والأسفل أولًا لإزالة النجاسة وهي آثار البول أو الغائط ثم بعد ذلك الغسل الذي يزيل به النجاسة وهو الذي يسميه الفقهاء (الاستنجاء) يغسل فرجه الأعلى والأسفل بنية الوضوء لأن الفرجين عندهم عضو من أعضاء الوضوء بل هي أي الفرجان أول عضو من أعضاء الوضوء هكذا يقول الهادوية وسواء كان المصلي رجلًا أم امرأة، وهكذا يظهر الخلاف بين متأخري الهادوية وبين جمهور العلماء في من كان متوضئ فانتقض وضوءه بالريح مثلًا أو بالنوم وأراد أن يعيد الوضوء من جديد بدلًا عن الوضوء الذي قد انتقض بالريح أو النوم، فمن كان على المذهب الزيدي الهادوي الذي صرح به صاحب الأزهار ومن جاء من بعده من علماء المذهب الزيدي الهادوي المتأخرين فعليه أن يغسل فرجيه أولًا ثم يتمضمض ثم يستنشق ثم يغسل وجهه ثم يديه ثم يمسح على رأسه ثم يغسل رجليه لأن الفرجين من أعضاء الوضوء، وأمَّا من كان على مذهب الجمهور ومن اتباع الأئمة الأربعة (أبي حنيفة، والشافعي، ومالك، وأحمد) بل ومن أتباع الإمام زيد بن علي نفسه أومن أتباع الإمام جعفر الصادق أو من أتباع داود الظاهري فإنَّ من نام وهو متوضئ أو انتقض وضوؤه بالريح وأراد أن يعيد وضوءه من جديد ولم يكن على أحد الفرجين نجاسة لا بولا ولا غائطا فإنَّ عليه أنْ يعيد الوضوء من المضمضة والإستنشاق وجوبًا عند بعضهم وندبًا عند آخرين ثم يغسل وجهه ثم يديه ثم يمسح رأسه ثم يغسل رجليه ولا يجب عليه عند الجمهور أن يغسل فرجيه باسم أنها من أعضاء الوضوء أو أنَّهما أول عضو من أعضاء الوضوء لأنهما ليس فيهما نجاسة حتى يزيلها بالاستنجاء ما دام وهو لم يبل ولم يتغوط وإنما نام أو انتقض وضوؤه بالريح أو بغيرها من نواقض الوضوء غير البول والغائط، هذا هو حاصل الخلاف بين متأخري الهادوية والجماهير من علماء الشيعة والسنة، أما رأيي الشخصي والمذهب الذي أختاره وأعمل به وأفتى به فهو المذهب الذي عليه الجمهور لأنه مبني على الأصل وهو عدم القول بمشروعية أيِّ شيء من الأشياء حتى يرد في مشروعيته دليل صحيح صريح خال عن المعارضة ولم يرد عن الله ﷾ في القرآن الكريم ولا في السنة عن رسول الله ﷺ لا بسند صحيح ولا حسن ولا ضعيف حديث يصرح بأن الفرجين من أعضاء الوضوء أبدًا لا من قوله ولامن فعله ولا من تقريره كمالا
1 / 92