Nayl Al-Amany min Fatawa Al-Qadi Muhammad bin Ismail Al-Amrani
نيل الأماني من فتاوى القاضي محمد بن اسماعيل العمراني
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م
ژانرونه
الصُّفَّةِ) (^١) فقال عبدالرحمن ابن أبي بكر كان أصحاب الصفة فقراء، واخرج البخاري حديثًا بلفظ (جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ قَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لِإِنْسَانٍ انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟ فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ وَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَمْسَحُهُ عَنْهُ، وَيَقُولُ: قُمْ أَبَا تُرَابٍ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ) (^٢)، وأما المنع عند حصول أذى على من في المسجد من المصلين والتالين للقرآن والمدرسين والدارسين ونحوهم من عمّار بيت الله فلأن الرسول ﷺ (قَضَى أَنْ لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ) (^٣) وكذا منع من كان سيشوش على عمَّار بيوت الله ودليله قول النبي ﷺ (أَلَا إِنَّ كُلَّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ، فَلَا يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَلَا يَرْفَعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْقِرَاءَةِ أَوْ قَالَ فِي الصَّلَاةِ) (^٤) وفي رواية أخرى (بالقرآءة) فإذا كان النبي ﷺ قد نهى عن الجهر بالقرآءة بسبب التشويش على المصلين ونحوهم من عمار بيوت الله فبالأولى والأحرى من سيحصل منه التشويش بسبب النوم في المسجد، وأما ما ذهب إليه العلماء في هذه المسألة الفقهية ففيها أقوال:
الأول: جواز النوم في المسجد مطلقًا وهو قول الجمهور.
الثاني: كراهة النوم في المسجد إلا لمن يريد الصلاة وهو مذهب ابن عباس.
الثالث: كراهة النوم في المسجد مطلقًا وهو مذهب ابن مسعود.
الرابع: التفصيل لمن كان له مسكن فيكره له النوم في المسجد وبين من لا مسكن له فيباح له النوم في المسجد.
أما رأيي الشخصي فهو ما قلته في أول جوابي هذا وهو الجواز بشرط ألا يضر عمّار المسجد ولا يشوش عليهم لما ذكرت من الأدلة على هذا الشرط.
(^١) - صحيح البخاري: كتاب الصلاة: باب نوم الرجال في المسجد. حديث رقم بلفظ (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَدِمَ رَهْطٌ مِنْ عُكْلٍ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَكَانُوا فِي الصُّفَّةِ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ كَانَ أَصْحَابُ الصُّفَّةِ الْفُقَرَاءَ).
انفرد به البخاري.
(^٢) - صحيح البخاري: كتاب الصلاة: باب نوم الرجال في المسجد. حديث رقم (٤٣٠) بلفظ (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ قَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لِإِنْسَانٍ انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟ فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ وَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَمْسَحُهُ عَنْهُ، وَيَقُولُ: قُمْ أَبَا تُرَابٍ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ).
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة.
أطراف الحديث: المناقب، الأدب، الاستئذان.
معاني الألفاظ: القيلولة: النوم في منتصف النهار.
(^٣) - سنن ابن ماجه: كتاب الأحكام: باب من بنى في حقه ما يضر بغيره. حديث رقم (١٩٠٩) بلفظ (عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَضَى أَنْ لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ) صححه الالباني في صحيح ابن ماجه بنفس الرقم.
أخرجه أحمد في باقي مسند الانصار.
معاني الالفاظ: الضرار: أي لا يضر الرجل أخاه فينقصه شسئا من حقه.
(^٤) - سنن أبي داود: سبق ذكره في هذا الباب من حديث أبي سعيد الخدري ﵁ بتصحيح الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (١٣٣٢).
1 / 158