نیازک په انساني تاریخ کې
النيازك في التاريخ الإنساني
ژانرونه
ومع التسليم بإمكانية وجود مصدر أرضي للحديد في تلك الفترات القديمة، يتمثل في قطع الحديد التي تظهر بصورة عرضية، ضمن النواتج الثانوية التي تتكون من عمليات صهر خامات النحاس الغنية بالحديد، يظل المصدر الأساسي للمشغولات الحديدية الأقدم هو الحديد النيزكي. وتعتبر النيازك الحديدية هي التي وفرت للإنسان القديم الحديد،
3
وعوضته عن النقص الطبيعي في الفلز، وقدمت له أسهل مصدر معروف لفلز من الفلزات، حصل عليه بسهولة ودون عناء يذكر، سوى كيفية اقتطاعه من الأجسام النيزكية الكبيرة ثم كيفية تشكيله؛ إذ تتكون النيازك الحديدية من سبيكة طبيعية من الحديد والنيكل، بنسب تتراوح في الغالب ما بين حوالي 95٪ حديد وحوالي 5٪ نيكل. وتمتاز هذه السبيكة الطبيعية بأنها طيعة وسهلة التشكيل، مع عدم قابليتها السريعة للصدأ، مقارنة بالحديد الخالص الذي يحصل عليه الإنسان من الخامات الأرضية. وبذلك تكون النيازك الحديدية قد وفرت للإنسان هذه السبيكة الطبيعية التي استعملها في الأغراض المختلفة، في وقت كان الحصول فيه على الحديد من خلال عمليات تحويل خاماته الأرضية عملية صعبة، إن لم تكن مستحيلة.
وتختلف في الواقع نتائج الدراسات التي أجريت على المشغولات الحديدية القديمة؛ فبعض الدراسات أشارت إلى أن المصدر الأساسي للحديد في الصناعات القديمة كان نيزكيا، وفي المقابل تشير دراسات أخرى إلى أن مصدر الحديد أرضي. ودون المزيد من استعراض وتمحيص الدراسات، التي لم تصل لنتيجة محددة بهذا الخصوص، ثمة مبررات منطقية للاعتقاد بالمصدر السماوي للحديد. وربما يكون من أهمها استقراء ممارسات الإنسان تجاه النيازك الحديدية، ومدى اهتمامه بها للحصول على الحديد. وتأمل مصدر الحديد الذي كان يستعمله «الإسكيمو» في تشكيل حرابهم وشتى أدواتهم الحديدية؛ يقرب الصورة للأذهان؛ ف «الإسكيمو» يعيشون عيشة بدائية، تشبه إلى حد كبير عيشة الإنسان القديم؛ ومن ثم فإن ممارساتهم تعطي فكرة عن ممارسات الإنسان القديم. فمن أين كانوا يحصلون على الحديد؟ يوجد مصدران للحديد الخالص في «جرين لاند»، موطن «الإسكيمو»؛ الأول: مصدر أرضي من راسب حديد فلزي تكون في ظروف خاصة ، لا يوجد لها كثير من الأمثلة على مستوى العالم؛ والثاني: مصدر نيزكي. فالحديد الأرضي الفلزي يوجد على هيئة حبيبات كبيرة يمكن أن تلاحظ من قبل الإنسان، في جزيرة «ديسكو» من الشاطئ الغربي ل «جرين لاند». ويمكن أن يستغل الإنسان حديد هذا الموقع، لكن لم يثبت بصورة مؤكدة أن «الإسكيمو» استخرجوا هذا الحديد واستخدموه في مشغولاتهم الحديدية. وفي المقابل كانوا يقتطعون قطعا من الحديد، من ثلاث قطع حديدية نيزكية، سبق ذكرها؛ فاستخدام الحديد الأرضي، حتى في حالة وجوده في صورة حرة، وهي حالة نادرة، يتطلب القيام بعملية استخراجه وفصله عن الصخور الحاوية له والشوائب الموجودة معه. وهذا يشكل عبئا إضافيا على الإنسان؛ ومن ثم اتجهت أنظاره للمصدر السهل الذي توفره له النيازك.
ويبدو أن الإنسان القديم تعلم سباكة الحديد من النيازك ذاتها.
4
وقد يذهب المرء لأكثر من ذلك، فيرى أن النيازك الحديدية هي التي لفتت انتباه الإنسان القديم للحديد وكيفية تشكيله، بل وكيفية استخلاصه من خاماته الأرضية. ففي العصور الحديثة، أسهمت النيازك في المجال التقني، بشكل غير مباشر، في اختراع سبيكة الحديد-نيكل، التي تدخل في الأغراض الصناعية المختلفة، كما يروي «إدواردز ب. هندرسون» قصة ذلك الكشف في مقال عن النيازك نشر في عام 1951م، ضمن عدد من المقالات شملها كتاب «العلم يزحف»، والتي أورد فيها أنه: ذات يوم كلف أحد البحاثة الأوائل ببحث موضوع إيجاد استعمالات لفلز النيكل، الذي كان قد اكتشف من قبل، ولكن لم يكن يعرف بعد في أي الأغراض يمكن الاستفادة منه. ولحسن الحظ، كان الباحث يزور المتحف القومي بواشنطن آنذاك، واطلع على معروضاته من النيازك، وتوقف أمام النيازك الحديدية، التي تتكون من سبيكة طبيعية من الحديد والنيكل. واسترعى انتباهه أنها لا تصدأ بسرعة، كما هو الحال في السبائك الحديدية العادية؛ ومن ثم اختمرت في ذهنه فكرة دمج النيكل مع الحديد، محاكاة للنيازك الحديدية، لإنتاج سبيكة تقاوم الصدأ. ومن هنا عرفت البشرية صناعة مهمة، وهي سبيكة الحديد-نيكل.
5
فلماذا لا يكون الإنسان القديم تعلم من النيازك، فعرف الحديد منها أولا، ثم بحث عليه في خاماته الأرضية؟ نعود للوراء في التاريخ، لنجد ظاهرة فريدة جديرة بالتأمل، وهي أن تسمية الحديد في مصر القديمة تغيرت من زمن لآخر، كما أشار الباحث «ج. أ. وينريت». كان الحديد في مصر قبل القرن الرابع عشر قبل الميلاد، يطلق عليه اسم «بيا»
bia ، وتعني فلزا أو معدنا، ثم أشاروا له باسم «بيا آن بيت»، والتي تعني حرفيا، وبدون لبس: فلز أو معدن السماء.
ناپیژندل شوی مخ