نیازک په انساني تاریخ کې
النيازك في التاريخ الإنساني
ژانرونه
وكما ينتمي عدد كبير من الفوهات النيزكية المؤكدة إلى هذا النوع من الفوهات، ينتمي إليها أيضا عدد كبير من الفوهات المحتمل أصلها النيزكي. ومن بين تلك الفوهات التي يحتمل أن يكون أصلها نيزكيا، والتي تنتمي إلى هذا النوع من الفوهات النيزكية البسيطة؛ فوهة «تسوينج»، التي تقع في الجزء الشمال الغربي من مقاطعة «جوتينج»، وعلى بعد حوالي 40كم من مدينة بريتوريا، عاصمة جمهورية جنوب أفريقيا. وهي عبارة عن غور بيضاوي إلى دائري الشكل، يبلغ قطره 1100 متر، وعمقه 119 مترا، وارتفاع حوافها الخارجية عن مستوى سطح الأرض المحيطة بها، يبلغ حوالي 60 مترا.
17
وقاعها تغطيه مياه بركة ملحية، نشأت من تدفق المياه من المنطقة المحيطة؛ نظرا لأن المنطقة مطيرة، ومستوى المياه الجوفية مرتفع، شأن المناطق الرطبة على مستوى العالم، حيث تتدفق وتتجمع لتملأ أي حفرة أو فجوة أرضية.
ويطلق الباحثون في مجال الصدمات النيزكية تعبير فوهات نيزكية معقدة، على نوع من الفجوات التي يحدثها ارتطام النيازك الكبيرة جدا بالأرض. وتختلف الفوهات المعقدة عن الفوهات البسيطة، في الحجم والشكل؛ فهي عادة ما تكون كبيرة؛ إذ تزيد أقطارها عن 4كم، وقد تصل إلى عشرات الكيلومترات. بالإضافة إلى ذلك، تتميز بوجود ما يعرف بالتداخل المركزي، حيث تندفع الصخور من أعماق بعيدة، وترتفع في مركز الصدمة لأعلى مكونة قبة أو مجموعة قباب، ترتفع عما حولها من قاع الفوهة. ويضم هذا النوع من الفوهات كل الفوهات غير المؤكدة تقريبا. ففي هذه الحالة لا يمكن أن يتخلف عن الصدمة بقايا من النيازك التي تحدثها؛ إذ تتبخر كلية من جراء الحرارة العالية المتولدة عن عملية الارتطام. ويوجد عدد كبير من مواقع الصدمات النيزكية، والفوهات النيزكية منتشرة على مستوى العالم. وأغلب هذه المواقع غير مؤكدة أي محتمل أن تكون مواقع صدمات نيزكية أو فوهات نيزكية، حيث لا يصاحبها بقايا النيازك التي أحدثتها، ولا توجد أدلة قاطعة على تكونها بالصدمات النيزكية،
18
على حسب دراسة «جريف وربيرتسون» في عام 1987م.
ويستخدم الباحثون تعبير «أستروبليم»، الذي يعني حرفيا «ندبة النجم» أو «ضربة النجم» لوصف مواقع الصدمات النيزكية القديمة، التي جرت عليها العوامل الأرضية، فتلاشت أشكالها الواضحة، التي تميز الفوهات النيزكية الحديثة التكوين نسبيا، وأزالت الشواهد التي يستدل من خلالها على أصلها النيزكي، أو غمرتها الرسوبيات التي غطتها وطمست معالمها في فترة لاحقة على تكونها. وظل الجيولوجيون يطلقون على مثل هذه التراكيب تسمية «تراكيب انفجارات خفية»، في إشارة إلى أنها تراكيب ناشئة عن عوامل أرضية داخلية خفية عن العيان، منها أيضا انفجارات ثورات البراكين. وأطلق تعبير «أستربوبليم» لأول مرة في عام 1961م،
19
من قبل الباحث الشهير الراحل «روبرت س. ديتز»، الذي يعد حجة في موضوع الفوهات والصدمات النيزكية، على بعض التراكيب الدائرية التي نشأت من تأثيرات الصدمات النيزكية على مواقعها، تمييزا لها عن التراكيب الأخرى التي تنشأ من العوامل الأرضية. وقد استفاد الباحثون من الدراسات التي أجريت لتحديد خصائص الصخور، التي تعرضت للصدمات النيزكية، من المواقع التي تعتبر مواضع صدمات نيزكية مؤكدة، مثل موقع فوهة «الأريزونا» وموقع فوهات «وابر»، وغيرهما، وخرجوا بملاحظات عامة على تأثيرات الصدمات، مثل وجود معدن الكوسيت، والتشوهات الدقيقة في الصخور، والتراكيب المجهرية في بنية المعادن المكونة للصخور في هذه المواقع؛ ومن ثم درسوا الصخور بمواقع التراكيب الأخرى، التي كان يطلق عليها تعبير «تراكيب انفجارات خفية». وكان من نتيجة ذلك إثبات الأصل النيزكي لعدد كبير منها؛ ومن ثم فقد أضحى عدم وضوح الشكل المميز للفوهات النيزكية، أو وجود شظايا نيزكية بالموقع (التي قد تتلاشى بالعمليات الأرضية، بعد حدوث الصدمات النيزكية، بفترة طويلة أو حتى قصيرة، حيث يتوقف ذلك على طبيعة الصخور، والظروف المناخية السائدة بالمنطقة)، غير ذي بال في التعرف على الأصل النيزكي لبعض التراكيب الأرضية. (4) معدلات التصادمات النيزكية بالأرض
تكشف مجرد نظرة لسطح القمر عن وجود عدد كبير من الفجوات التي تنتشر على سطحه. ويكاد يجمع الباحثون على أن هذه الفجوات ناتجة عن تأثيرات التصادمات النيزكية مع سطح القمر. وبمقارنة كثافة الفوهات الموجودة على سطح القمر، بتلك المعروفة على سطح الأرض، يتضح أن عدد الفوهات النيزكية المعروفة على الأرض يقل كثيرا عن عدد الفوهات النيزكية المعروفة التي توجد على سطح القمر. والسبب يرجع إلى عدد من العوامل، منها المياه التي تغطي أغلب سطح الأرض، ونشاط العمليات الأرضية السطحية، التي تقود إلى إخفاء أو محو مواقع الصدمات النيزكية. ومن هنا يرى الباحثون أنه من المنطقي أن يكون معدل الصدمات النيزكية بالأرض كبيرا نسبيا، ولا يعبر عنه بالضرورة عدد الفوهات النيزكية المعروفة حتى الآن. وهنا موضوع يتصل بنفس السياق، وهو معدلات التصادمات النيزكية خلال الأزمنة الجيولوجية القديمة، وهل تسقط النيازك العملاقة على الأرض بمعدل ثابت منذ تكون الأرض، أم أن هذا المعدل يتناقص مع الزمن؟ من المنطقي أن يتوقع بعض الباحثين أن معدلات ارتطام نيازك الفوهات بالأرض كان كبيرا في الأزمنة القديمة، نظرا لكثافة الأجسام النيزكية في الفضاء، خلال العصور القديمة، وتناقصها مع الزمن، من خلال استهلاكها بسقوطها على الأرض، وبقية كواكب المجموعة الشمسية الأخرى. وهذا يعني أن حزام الكويكبات كان في الأزمنة الجيولوجية القديمة أكثر ازدحاما بالأجسام الصلبة، عنه في الوقت الراهن؛ ومن ثم فإن فرص اندفاع بعض هذه الأجسام لتسقط على الأرض يتناقص مع الزمن. وهذه القضية عرض لها وناقشها منذ زمن بعيد أحد المؤلفين العرب (المرزوقي المتوفى في سنة 421ه/1030م)، في كتابه «الأزمنة والأمكنة».
ناپیژندل شوی مخ