75

نیازک په انساني تاریخ کې

النيازك في التاريخ الإنساني

ژانرونه

الذي أشار في بحث نشر له في عام 1946م إلى أن القمر تكون من الأرض؛ نتيجة اصطدام عرضي بجسم ذي حجم كوكبي. ولم تحظ هذه الفرضية بالاهتمام اللائق، لكن حدث بعث جديد لهذه الفرضية، على يد عالمين بارزين هما: «هارتمان» وزميله «ديفيس» في عام 1975م، عندما بحثا مسائل تكون الكواكب من تراكمات أجسام صغيرة، وذكرا أن الأرض اصطدمت بواحد من الأجسام السماوية الكبيرة في بداية تكونها، وأن هذا التصادم نجم عنه إطلاق بعض المواد من كل من الأرض والجسم الذي تصادم معها، وأن تراكم هذه المواد شكل اللبنة الأولى للمادة القمرية. ولا يوجد تأكيد أو قبول مطلق لأي من هذه الفرضيات، وإن كانت نظرية الصدمة تلاقي في الوقت الحاضر قبولا كبيرا نسبيا؛ نظرا لأنها تفسر بشكل جيد - في رأي بعض الباحثين - بعض الظواهر الخاصة بالاختلاف بين الأرض والقمر، من حيث التركيب الكيميائي، وعدم وجود قلب من الحديد-نيكل في جوف القمر؛ فالاختلاف بين نسبة أكسيد الحديد إلى أكسيد المغنسيوم، بين الأرض والقمر، يرجع في الأساس إلى إسهام الجسم الصادم الأساسي في مكونات القمر؛ فالجسم الصادم، الذي يغلب على مكوناته أكسيد المغنسيوم، قدم الجزء الأكبر من المادة التي تشكل منها القمر، في حين قدمت مكونات القشرة الأرضية، التي يغلب عليها أكسيد السيلكون، جزءا يسيرا من المادة التي تشكل منها القمر. كما أن عدم وجود قلب حديدي للقمر، يرجع - في نظر مؤيدي هذه الفرضية - إلى أن القمر تكون من القشرة السطحية للأرض.

الأصل المستقل

يرى مؤيدو النشأة المستقلة للقمر أن القمر لا علاقة له بالأرض من حيث النشأة؛ إذ إنه تكون من السحابة الغازية، التي تكونت منها بقية كواكب المجموعة الشمسية؛ وبالتالي فإن القمر تكون بصورة مستقلة، شأنه شأن الكواكب الأخرى. أما كونه تابعا للأرض، فإن ذلك يعود في الأساس لأسباب مختلفة يمكن إيجازها في فرضيتين أساسيتين؛ الأولى: فرضية الكوكب المزدوج أو الأصل المشترك، التي يرى أنصارها أن كلا من الأرض والقمر تكون بصورة مستقلة عن الآخر؛ فالقمر - شأنه شأن الأرض - تكون بالتكاثف من السحابة الغازية، التي تكاثفت منها بقية كواكب المجموعة الشمسية. وبذلك فإن القمر تكون كجسم مستقل بذاته، لا علاقة له بالأرض، سوى قربه الشديد منها. والفرضية الثانية، التي يطلق عليها فرضية الاستيلاء، يرى أنصارها أن القمر تكون في مكان ما، بصورة مستقلة عن الأرض، وربما بنفس طريقة تكون الأرض، أي من التكاثف من السحابة الغازية التي تكونت منها سائر الكواكب - بعيدا عن الأرض. ثم حدث في تاريخ لاحق لتكونه - في موضعه - أن أسرته الأرض، وذلك عندما مر بالقرب من مدارها. وبذلك يعتبر القمر قد نشأ نشأة مستقلة، كأي كوكب آخر من كواكب المجموعة الشمسية، أسرته الأرض من الفضاء، في وقت لاحق من تاريخها الطويل، ولا علاقة له بالأرض من حيث النشأة.

النيازك القمرية

على حد زعم بعض الدراسات الحديثة، يوجد بين النيازك المعروفة عدد صغير من النيازك، التي ثبت وجود علاقة وثيقة بينها وبين الصخور القمرية، التي أتت بها سفن الفضاء التي حطت على سطح القمر. وفرضية الأصل القمري للنيازك، من الفرضيات القديمة كما سبق الإشارة. وقد مرت بفترات لاقت خلالها القبول، وأخرى واجهت خلالها الرفض . وأقرب رفض لها ظهر قويا في الخمسينيات من القرن الماضي، وظل حتى قرب نهايته. والشواهد التي بنى عليها الباحثون رفضهم للأصل القمري للنيازك، هي تلك التي لخصها «ه. ه. نينجر»، في كتابه المعنون «خارج السماء» الصادر في عام 1959م، والتي منها أن السرعة التي تدخل بها النيازك جو الأرض (26 ميلا في الثانية)، أكبر بكثير من سرعة الأجسام التي يمكن أن تأتي من القمر. كذلك فإن الأجسام القمرية التي يمكن أن تسقط على الأرض ينبغي أن تتوزع على مناطق تتوافق مع دائرة البروج القمرية، مما يعني أن غالبيتها يجب أن تسقط على المناطق الاستوائية من الأرض. وهذا بالطبع يخالف حقيقة توزيعات النيازك التي تتساقط على سطح الأرض، والتي تسقط على كل الأرض، ولم يثبت أنها تسقط على منطقة محددة من الأرض، دون الأخرى. ومن بين الاعتراضات أيضا أن البراكين القمرية، التي يدعي البعض أنها العامل المحرك لاندفاع الصخور القمرية وخروجها من نطاق جاذبية القمر، بحيث يمكن أن تسقط على الأرض في صورة نيازك قمرية؛ هذه البراكين خاملة منذ ملايين السنين. كما أن عدد النيازك التي تسقط على الأرض كبير جدا بحيث يصعب توقع أنه يأتي من جسم صغير مثل القمر. وثمة اعتراض جوهري على فرضية الأصل القمري للنيازك يكمن في الاختلاف بين كثافة النيازك الحديدية، عن الكثافة المقدرة للصخور التي يتكون منها القمر، مما يعني أن القمر لا يمكن أن يكون مصدرا على الأقل للنيازك الحديدية.

ومع هذه الانتقادات التي وجهت لفرضية الأصل القمري للنيازك، خاصة في النصف الأول من القرن العشرين، خمد الظن بأن أيا من النيازك المعروفة مشتق من صخور القمر. وكاد هذا الظن يندثر تماما، على إثر دراسة الصخور، التي جاءت بها سفن الفضاء من سطح القمر، في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات من القرن العشرين؛ حيث لم تكشف الدراسات، التي تمت - في حينها - على هذه العينات الصخرية، وجود تشابه بينها وبين النيازك المعروفة في ذلك الوقت، لكن في نهاية السبعينيات، وبداية الثمانينيات، وهي الفترة التي شهدت طفرة في عدد النيازك المكتشفة مع توجيه بعثات علمية لجمع النيازك من القارة القطبية الجنوبية؛ عاد الظن بأن بعضا من النيازك التي تسقط على سطح الأرض، مشتقة من سطح القمر. ففي عام 1983م، أثبت أحد الباحثين أن نيزكا صغيرا، ضمن نيازك القارة القطبية الجنوبية، من أصل قمري. وقد كان هذا النيزك هو الذي عثر عليه «جون سكوت»، من فريق الباحثين الأمريكيين، في 18 يناير عام 1981م، وأطلق عليه تسمية «تلال آلن 81 /005». وتعبر التسمية عن اسم المكان، وسنة البعثة 1981م، ورقم العثور على النيزك من بين النيازك الأخرى التي عثر عليها فريق البعثة في نفس العام. ولفت النيزك نظر الباحثة «روبيرتا سكور» (ورد اسمها عند الحديث على النيزك المريخي الذي قيل إنه يحتوي على حفريات كائنات مريخية دقيقة)، أثناء عملها على نيازك القارة القطبية الجنوبية، بوكالة «ناسا»، حيث وصفت هذا النيزك - أول الأمر - على أنه عينة غريبة، تحتوي على العديد من كسرات مسننة، بيضاء إلى رمادية، تتراوح أحجامها من 1 إلى 8مم، في أرضية سوداء. وهذا النيزك يزن حوالي 31,4جم وتصل أبعاده 3 × 2,5 × 3سم. وقد بدأ الشك في الأصل القمري للنيزك، عندما درس «برين ماسون» قطاعا رقيقا منه، وذكر أن الكسرات البيضاء في النيزك تشبه إلى حد كبير كسرات «الأنورثوزيت»، التي توجد في الصخور القمرية، التي جاءت بها سفن الفضاء. ثم جاءت دراستا «أورسلا ب. مارفين» في عامي 1983، 1984م،

27 ،

28

التي أكدت فيهما الأصل القمري لهذا النيزك، الذي يتكون من كسرات «الأنورثوزيت»، مع نسب بسيطة من معادن أخرى، في أرضية من مواد معدنية وزجاجية، ملتحمة مع بعضها البعض. وبالطبع لم تكن مثل هذه الخصائص البتروجرافية معروفة في النيازك التي درست من قبل.

ثم توالت بعد ذلك اكتشافات النيازك القمرية، من بين النيازك التي يتم جمعها من القارة القطبية الجنوبية، ومن الصحراء الكبرى، ومن بعض المناطق الأخرى من العالم. ويبقى السؤال: كيف يمكن لقطع من صخور سطح القمر أن تندفع وتخرج عن نطاق جاذبيته، لتسقط بعد ذلك على الأرض؟! وفي الواقع لا توجد إجابات شافية ومحددة لهذا السؤال ، لكن يتوقع أغلب الباحثين أن الصدمات النيزكية القوية بسطح القمر، هي السبب وراء اندفاع بعض شظايا الصخور من سطحه، بسرعات أكبر من 2,4كم/ثانية (السرعة التي لو تحرك بها جسم ما يمكنه الإفلات من جاذبية القمر)، مما يجعلها تتغلب على جاذبية القمر، وتترك نطاق جاذبيته تماما، في طريقها إلى مدارات بعيدة عنه، يمكنها أن تتلاقى وجاذبية الأرض، فتسقط على سطحها.

ناپیژندل شوی مخ