نیازک په انساني تاریخ کې
النيازك في التاريخ الإنساني
ژانرونه
3
وليس لهذا الحزام مدار خاص يدور فيه حول الشمس؛ فكل واحد من هذه الكويكبات له مداره الخاص، الذي يدور فيه حول الشمس. وفي واقع الأمر لا يوجد حزام واحد، وإنما عدد كبير من الأحزمة، يفصلها عن بعضها البعض مناطق تخلو تماما منها. كما أن كثافة هذه الكويكبات في الحزام الواحد ليست بالكبيرة، إلى الحد الذي يعوق المروق من بينها بسهولة ودون خطورة التصادم بها.
وعلى الرغم من أن أغلب هذه الكويكبات يدور في مدارات منتظمة (كل فرد له مدار خاص به منتظم)، دون انحراف أو تغيير، بحيث يمكن حساب وتحديد مواقعها في المجموعة الشمسية بدقة كبيرة، إلا أن مداراتها تختلف عن بعضها البعض. كما أن بعض هذه الأجسام، قد يدور في مدارات يقترب من خلالها من مدار الأرض والكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية. وهو ما يشكل خطورة كبيرة على الحياة على الأرض. وقد أكدت الحسابات الفلكية، التي أجريت على مدارات هذه الكويكبات، أن أغلبها يقع داخل مدار المريخ وليس خارجه. ولعل هذا الأمر يكون مفيدا، في توقع حدوث عدد كبير من التصادمات، بين هذه الأجسام وبين المريخ. فهل هذا ما يحدث بالفعل؟ وهل إن كان ذلك صحيحا، يمكن أن يستفاد منه في تفسير التغيرات الفجائية، التي توجد على هذا الكوكب؟
إن اقتراب كويكب من كواكب المجموعة الشمسية الداخلية، ومروره على مسافة صغيرة منه، قد يؤدي إلى التصادم. ولتوضيح الأمر أكثر، لو مر كويكب قريب من مدار الأرض، ودخل في نطاق غلافها الجوي، فسوف تتقلص سرعته بدرجة كبيرة من جراء عملية الاحتكاك التي تتم بينه وبين مكونات غازات الغلاف الجوي للأرض، ليأخذ مدارا جديدا قد يقوده إلى التصادم بالأرض، بدلا من العودة ثانية إلى موضعه المعتاد ضمن ما يسمى حزام الكويكبات.
أصل الكويكبات
شغل السؤال: ما هو مصدر وأصل الأجسام التي تدور في حزام الكويكبات، بين المريخ والمشتري؟ شغل أذهان الباحثين فترة طويلة من الزمن. وفي إيجاز، ودون الخوض في كثير من التفاصيل، يمكن إجمال الفروض والآراء، التي سيقت بشأن مصدر وأصل الأجسام التي تشكل حزام الكويكبات، في فرضيتين أساسيتين؛ الفرضية الأولى يطلق عليها فرضية «الكوكب المنفجر»، ترى أن هذه الأجسام تمثل بقايا كوكب كان يجري في مدار حول الشمس، بين كوكبي المريخ والمشتري، شأنه في ذلك شأن كواكب المجموعة الشمسية الأخرى، لكن لأسباب متباينة، من بينها جاذبية المشتري القوية، التي تسبب اضطرابات معروفة، فقد تفلق ذلك الكوكب وتمزق، وانفجر تماما، وتطايرت مكوناته، لتشغل نفس المكان الذي كان يشغله الكوكب الأم الذي انفجر. إن أهم ما يعضد هذه الفرضية وجود النيازك الحديدية بين النيازك المتساقطة على سطح الأرض؛ فالنيازك الحديدية تتكون من سبيكة من الحديد-نيكل. وهذه المادة يتوقع أنها تشكل قلب الأرض. وقياسا على ذلك، فإن الكوكب كان شبيها بالأرض، ولما انفجر تحرر قلبه الحديدي، على شاكلة هذه الأجسام التي تدور في نفس مداره، ويسقط بعضها على الأرض في صورة نيازك حديدية. كما أن وجود أنواع من النيازك تعرف بالنيازك الحجرية، والنيازك الحديدية-الحجرية، اعتبر من قبل بعض الباحثين دليلا آخر على تمثيل صخور من القشرة ومن الوشاح لهذا الكوكب. ومن أهم الاعتراضات على هذا الرأي عدم معرفة الظروف التي تؤدي إلى تكون كوكب في هذا المكان، وكذلك عدم فهم الظروف التي تقود إلى تفجره. ومن بين الاعتراضات أيضا أن جاذبية المشتري، لا تسمح بوجود كوكب في هذا المدار. كما أن الوضع الحالي لحجم الكويكبات يفيد أنها أقل كثيرا من أصغر الكواكب. فلو جمعت شظايا الكويكبات في جسم واحد، لكان صغيرا جدا مقارنة بالكواكب الأخرى. ويغيب عن موجهي هذا الانتقاد أن الوضع الحالي للكويكبات لا يعبر حقيقة عن وضعها الأصلي؛ إذ من الطبيعي أن الكويكبات كانت في الماضي أكثر عددا من عددها الحالي؛ فالكثير منها سقط في براثن الكواكب الأخرى، وصار نيازك. كما أن بعضها ربما يكون توابع للكواكب الأخرى، كأقمار المريخ، والمشتري، وحتى الكوكب زحل، فإنه يمتلك جاذبية كبيرة تمكنه من أسر بعض الكويكبات كتوابع أو أقمار، ولكن قد يكون الجسم الذي تشظى في هذا المكان كان مجرد تابع (قمر) للمشتري، أو تابع للمريخ، أفلت من أي منهما، فكان جزاؤه التشظي والتفتت على هذه الشاكلة.
والفرضية الأخرى، التي تعرف بفرضية الكوكب غير المكتمل، يرى أصحابها أن أجسام الكويكبات تمثل بقايا سحابة غازية تجمعت في هذا المكان، لكن لم تكن الظروف مواتية لها لتتكاثف على صورة كوكب كبير مكتمل، مثل بقية كواكب المجموعة الشمسية الأساسية المعروفة؛ ومن ثم تكاثفت على هيئة جسيمات وأجسام متفاوتة الأحجام، هي تلك الموجودة الآن، في هذا الموضع على صورة ما يعرف بالكويكبات. ربما يكون موضع الكويكبات، بين المريخ والمشتري، أي عند الحد الفاصل بين الكواكب الأرضية (التي لها قشرة صلبة؛ عطارد - الزهرة - الأرض - المريخ)، والكواكب الغازية (المشتري - زحل - أورانوس - نيبتون) ربما يعني أنها بالفعل تمثل جزءا من السحابة الغازية الذي لم يتمكن من التكاثف على هيئة كوكب كبير، لكن وضعية الموضع، لا تعني شيئا، فبلوتو الكوكب الأبعد عن الشمس، كوكب صلب.
فرضية جديدة
لا تفسر الفرضيتان السابقتان الاختلافات الكبيرة بين الأجسام التي تدور الآن في حزام الكويكبات، من حيث تنوع التركيب الكيميائي، والمعدني، والتراكيب الداخلية، واختلاف الأعمار؛ فبعض هذه الأجسام من المذنبات، كما يرى بعض الباحثين، جاءت من خلف بلوتو، حيث غيمة «أورت»، واستقرت في هذا الموضع؛ ومن ثم يرى المؤلف أن الأجسام، التي تشكل حزام الكويكبات والتي يتساقط بعضها على الأرض على صورة نيازك، يمكن أن تكون نتاج تجمع الشظايا والكسرات، التي تتطاير من مختلف أنواع الأجسام، التي تشكل المجموعة الشمسية. أي أن الكويكبات تشكلت من تجمعات كسرات من أعضاء المجموعة الشمسية، تأتي من مصادرها وتتمركز في هذا المكان لظروف خاصة، منها أن هذا المكان بمثابة هوة في المجموعة الشمسية، تهوي إليه الأجسام الشاردة من كواكبها وأقمارها ومذنباتها. وربما يعني هذا أيضا أن النيازك التي يرى الباحثون أنها نيازك قمرية أو مريخية، والتي اكتشفت ضمن النيازك التي عثر عليها على الأرض، سقطت أولا في حزام الكويكبات، وظلت فترات زمنية تدور في هذا المدار الذي تشغله الكويكبات، ثم سقطت على الأرض، بحكم أن حزام الكويكبات هو الموضع الوحيد الذي تسقط منه الأجسام السماوية على الأرض. أي أنه لا يسقط شيء من المريخ على الأرض مباشرة، وإنما تسقط الأجسام التي تنفصل بطريقة أو أخرى من سطح المريخ، داخل حزام الكويكبات، ثم تسقط على الأرض شأنها شأن بقية الأجسام الموجودة في حزام الكويكبات.
4
ناپیژندل شوی مخ