234

نواهد الابکار

نواهد الأبكار وشوارد الأفكار = حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي

خپرندوی

جامعة أم القرى

د خپرونکي ځای

كلية الدعوة وأصول الدين

قال ابن الحاجب: الحقيقة الذهنية معرفة في الذهن، نكرة في الخارج (١). وفي " الخصائص " لابن جني قوله: ولقد أمر على اللئيم يسبني. . . . . . . . . . . . . . . . . . .. أي: ولقد مررت (٢)، أوقع المستقبل موقع (٣) الماضي. وقال في موضع آخر: إنما حكى فيه الحال الماضية، والحال لفظها أبدا بالمضارع (٤). وفي بعض حواشي. " الكشاف ": فإن قيل: فهلا جعلت جملة " يسبني " حالا، لكونها جملة بعد معرفة، والتقدير: ولقد أمر عليه في حال سبه لي. قيل: ما ذكرته محتمل، لكن الأحسن أن يكون المراد: ولقد أمر على اللئيم السابّ لي، سواء كان في حال المرور سابا، أم لا، فيكون أعم وأشمل. وقال الطيبي: أجيب أنه لا يحتمل الحال؛ لأن (٥) القائل يمدح نفسه، ويصف أناته وتُؤَدَتَهُ وأن الحلم دأبه وعادته، لا أنه مر على لئيم مُعُيَّن مرة، وأنه احتمل مساءته ومسبته، ودل عطف " فمضيت " و" قلت " وهما ماضيان على " أمر " وهو مضارع على إرادة استمرار المورث للعادة، وعلى أن المسبة والتغافل إنما يحدثان منه عند مروره عليه (٦). ومما يشبه هذا البيت ما أنشده الأصمعي لبعض الأعراب: لا يَغْضَبُ الحُرُ على سِفْلَةٍ. . . والحُرُ لا يُغْضِبُهُ النَذْلُ إذا لَئِيْمٌ سَبَنِيْ جَهْدَهُ. . . أَقولُ: زِدْنِيْ فَلِيَ الفَضْلُ (٧) قوله: (وقولهم: إني لأمر على الرجل مثلك فيكرمني) قال الطيبي: وهذا المثال أظهر من البيت؛ لأن البيت يحتمل الحال وإن كان الوصف فيه ظاهرًا (٨).

1 / 235