أبو الشمقمق والرجل
كان أبو الشمقمق الشاعر الظريف المشهور قد لزم بيته لثياب رثة كان يستحي أن يخرج بها إلى الناس ، فقال له بعض إخوانه يسليه عما رأى من سوء حاله: أبشر يا أبا الشمقمق؛ فقد روي: أن العارفين في الدنيا هم الكاسون يوم القيامة. فقال له: إن كان ذلك حقا فوالله لأكونن غنيا بالملابس يوم القيامة.
موعظة حكيم
قال بعض الحكماء: مسكين ابن آدم! لو خاف من النار كما يخاف من الفقر لنجا منهما جميعا، ولو رغب في الجنة كما يرغب في الدنيا لفاز بهما جميعا، ولو خاف الله في الباطن كما يخاف خلقه في الظاهر لسعد في الدارين جميعا.
الربيع بن خيثم وأمه
لما رأت أم الربيع بن خيثم ما يلقى الربيع من البكاء والسهر قالت له: يا بني، ما بالك؟ لعلك قتلت قتيلا؟! قال: نعم يا أماه! قالت: ومن هو؛ حتى نطلب من أهله العفو عنك؟! فوالله لو يعلمون ما أنت فيه لرحموك وعفوا عنك! فقال: يا أماه، هي نفسي. فبكت رحمة له.
علي بن أبي طالب ونوف البكالي
قال نوف البكالي: رأيت أمير المؤمنين عليا ذات ليلة وقد خرج من فراشه، فنظر إلى النجوم، فقال: يا نوف، أراقد أنت، أم رامق؟ قلت: بل رامق يا أمير المؤمنين. قال: يا نوف، طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا، والقرآن شعارا، والدعاء دثارا، يا نوف، إن داود النبي - عليه السلام - قام في مثل هذه الساعة من الليل، فقال: إنها ساعة لا يدعو فيها عبد إلا استجيب له إلا أن يكون عشارا أو عريفا أو جاهلا.
الأعرابية وأهل الميت
حكي أن أعرابية دخلت من البادية فسمعت صراخا في دار، فقالت: ما هذا؟! فقيل لها: مات لهم إنسان. فقالت: ما أراهم إلا من ربهم يستغيثون، وبعطائه يتبرمون، وعن ثوابه يرغبون!
ناپیژندل شوی مخ