رأيت المدامة قلابة
تهيج للمرء أشواقه
تسيء من المرء تأديبه
ولكن تحسن أخلاقه
وبالأمس مت بها موتة
وهل يشتهي الموت من ذاقه؟!
أهل الحجاز والحجاج
مرض الحجاج مرضا شديدا، فأرجف أهل الحجاز بموته، فخرج مندملا من مرضه حتى صعد ذروة المنبر فقال: ألا إن أهل السواق أهل الشقاق والنفاق نفخ الشيطان في عناصرهم، فقالوا: مات الحجاج! وما مات الحجاج، وإن مت فإني والله ما أحب إلا الموت، وهل أرجو الخير كله إلا بعد الموت؟! وما رأيت الله - علا ذكره وتقدست أسماؤه - رضي بالتخليد لأحد من خلقه إلا لأخسهم وأهونهم عليه؛ إبليس، ولقد سأل العبد الصالح ربه، فقال: هب لي ملكا لا يبقى لأحد من بعدي. ففعل، ثم اضمحل كأنه لم يكن، يا أيها الرجل - وكلكم ذلك الرجل - والله كأني بي وبكم قد صار كل حي منا ميتا، وكل رطب يابسا، ونقل كل امرئ في ثياب طاهرة إلى أربع أذرع طولا في ذراعين عرضا، وأكلت الأرض شعره، ومصت دمه، ورجع الحبيبان: أهله وولده يقتسمان من ماله، ألا إن الذين يعلمون ما أقول حقا. ثم نزل.
الكردي والأمير
حضر بعض مقدمي الأكراد على سماط أمير، وكان على السماط حجلتان مشويتان، فنظر الكردي إليهما وضحك، فسأله الأمير عن ذلك، فقال: قطعت الطريق في عنفوان شبابي على تاجر، فلما أردت قتله تضرع فما أفاد تضرعه، فلما رأى أني قاتله لا محالة التفت إلى حجلتين كانتا في الجبل، فقال: اشهدا عليه أنه قاتلي. فلما رأيت هاتين الحجلتين تذكرت حمقه! فقال الأمير: قد شهدتا! ثم أمر الأمير بضرب عنقه.
ناپیژندل شوی مخ