بأني من عذابك غير ناجي
على أني وإن لاقيت شرا
لخيرك بعد ذاك الشر راجي
ثم قال: أوصلها إلى أمير المؤمنين، فأوصلها إليه السجان، فلما قرأها أمر بإطلاقه وأدخله عليه فقال له: أين بت الليلة أبا دلامة؟ قال: مع الدجاج يا أمير المؤمنين، قال: فما كنت تصنع؟ قال: كنت أقوقي معهن حتى أصبحت، فضحك المهدي وأمر له بصلة جزيلة وخلع عليه كسوة شريفة.
المهدي وأبو دلامة الشاعر
لما اتصل بالمهدي خبر وفاة والده بمكة المكرمة اشتد منه الحزن واغرورقت عيناه بالدموع وقال: إن رسول الله قد بكى عند فراق الأحبة، ولقد فارقت عظيما وقلدت جسيما، وبينما كان المهدي جالسا للتعزية بوالده والتهنئة بمبايعته، دخل عليه أبو دلامة فأنشد:
عيناي واحدة ترى مسرورة
بإمامها جذلة وأخرى تطرف
تبكي وتضحك مرة ويسوءها
ما أنكرت ويسرها ما تعرف
ناپیژندل شوی مخ