وأنت للعفو أهل
فإن عفوت فمن
2
وإن قتلت فعدل
فرق لي المأمون وابتسم في وجهي، ثم نظر إلى العباس وأخيه أبي الحسن وجميع من حضر من خاصته، وقال لهم: ماذا ترون في أمره؟ فأشار كل منهم بقتلي.
7
فقال المأمون لأحمد بن أبي خالد: ماذا تقول يا أحمد؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إن قتلته فقد وجدنا مثلك قد قتل مثله، وإن عفوت عنه لم نجد مثلك قد عفا عن مثله. فأطرق المأمون رأسه إلى الأرض ساعة، ثم رفعه وأنشد:
قومي هم قتلوا الأمين أخي
فإذا رميت يصيبني سهمي
فأحنيت رأسي، وكبرت فرحا، وقلت: عفا والله أمير المؤمنين. فقال المأمون: لا بأس عليك يا عماه. فقلت: يا أمير المؤمنين، ذنبي أعظم من أن أطلب منك العذر، وعفوك أعظم من أن أنطق معه بشكر. فقال المأمون: لا لوم عليك، وقد عفوت عنك وأعدت إليك مالك وضياعك كلها؛ فقبلت الأرض، وأنشدت:
ناپیژندل شوی مخ