وأخبر الأب دتيس خوري قرية ريميرفيل أن ضابطا فرنسويا أصيب بجرح اضطره إلى الخروج من خط النار ولكنه بقي عرضة للجنود الألمانية فما مر جندي به إلا وخزه بحربة بندقيته حتى صار جسمه كله جرحا واحدا.
وجرى ذلك للجندي «فويه» من الفرقة ... ولكثيرين من الذين شاهدناهم وأكدوا لنا أنهم رأوا بعيونهم الألمان يقتلون الجرحى وأنهم قد نجوا من القتل بتماوتهم، وأطلق الألمان رصاص بنادقهم في عدة أماكن على الأطباء وعلى مستشفيات الصليب الأحمر أيضا. •••
وقد تلقينا في أثناء إقامتنا في نانسي ولونفيل أخبارا كثيرة عن فظائع الألمان في القرى التي لا يزالون فيها، وأفظع ما سمعناه عن قرية نيرنفيل إن الجنود الألمانية ذبحت بعض السكان من نساء ورجال وأطفال بحجة أنهم لم يخبروهم بحركات الجيش الفرنسوي، وكذلك يقتلون كل يوم في دومقر سور فوزوز وأراكور ويزون سورسيل راكور وغيرها من القرى التي كانت لا تزال بيدهم. •••
وأقام الأعداء في كومبيان فلم يمسوا القصر بسوء ولكنهم نهبوا منزل الكونت أورستي وأرسلوا الحلي والأواني الثمينة إلى بلادهم في مركبات الصليب الأحمر. •••
ونزلت هيئة أركان حرب الفرقة التاسعة عشر من فيلق هانوفر في منزل السيدة هيات في قرية تريمبلي فنهبوا منه حلي تقوم بعشرة آلاف فرنك، ولما شكت من ذلك إلى الكولونل قال إنني أتأسف جدا يا سيدتي ولكن هي الحرب، وقد نهب الضباط من هذه القرية مقدارا وافيا من النقود. •••
وشذ عن القاعدة «باكارات»: ولم يقتل العدو أحدا في قرية «باكارات» ولكنه نهبها برمتها بعدما أصدر الأوامر إلى السكان بالاجتماع في المحطة، ثم أضرم النار في بعض أنحائها، قال الجنرال فابريسيوس قومندان الطوبجية في الفيلق الرابع عشر البافاري إنه لم يكن يظن أن قرية صغيرة كباكارات تملك هذه الكمية من النبيذ لأن جنوده أخذت منها ما يزيد على مائة ألف زجاجة، وكان سلوك هذه الفرقة حسنا إذا قوبل بسلوك سائر الفرق الألمانية فإذا اشترت شيئا من القرية دفعت ثمنه بعدما تضطر البائع إلى إنزال خمسين في المائة من الثمن الأصلي. •••
طلب الألمان من المسيو شاردين رئيس البلدية حصانا وعربة فوعدهم بأنه يبذل جهده لإجابة طلبهم وما كاد ينطق بهذه الكلمة حتى وقع قتيلا، وقال المسيو برفو الصيدلي للجنود البافارية التي أرادت أن تنهب صيدليته أنه مستعد لإعطائهم كل ما يطلبونه ولكنهم أردوه قتيلا بثلاث رصاصات، وكان نساء هناك فرآهن الجنود الألمان وجعلوا يضربونهن إلى أن أوصلوهن إلى المحطة، وقد شاهدن في طريقهن جثثا كثيرة ملقاة في الشوارع وكلها من جثث سكان المدينة.
وفي الساعة الرابعة بعد الظهر دخل الألمان مخزن مدام فرنسوي فوجدوها مع ابنها وخادمها فقتلوا الابن والخادم معا.
وحدث في هذه البلدة حادث فظيع جدا وهو أن المدعو فاسه كان مختبئا في منزله مع بعض أصدقائه فأحاط الألمان بالمنزل من كل جهة وأضرموا فيه النار؛ فذعر المختبئون ولاذوا بالفرار ولكنهم كانوا يقتلون ساعة خروجهم من الدار؛ فقتل المدعو مونتره، ثم ابنه ليون وأخته وجاء دور عائلة كيافر فجرحت الأم في زندها وكتفها وقتل الأب والابن والابنة وقتل المدعو «ستريفر» وأحد أولاد فاسه، وأصيبت السيدة مانتره بثلاثة جروح، وقتل المدعو غليوم والشاب باسيمونين وأخته الصغيرة، وجاء ضابط ألماني في تلك الأثناء فأمر الأحياء بالخروج من المنازل، وقال لهم اذهبوا إلى فرنسا.
وكانت الجنود الألمانية تسوق السكان كالأغنام إلى خارج البلدة وتعدمهم رميا بالرصاص، وقد نجا خوري القرية بأعجوبة فأكد لنا أن الذين ارتكبوا هذه الفظائع هم جنود الفرقة الثانية والرابعة من المشاة البارفاريين. •••
ناپیژندل شوی مخ