القواد الفرنسيون وما أصابهم في هذه الحرب: نشرت إحدى الصحف الفرنسوية أسماء بعض القواد الفرنسويين الذين فجعوا بفقد ذويهم في هذه الحرب، فقالت: «فجع الجنرال كستلنو بثلاثة من أنجاله، والجنرال فوك بنجل واحد وصهر، والجنرال دسبريه بثلاثة من أنجاله، والجنرال بويد راجوين بنجلين، والجنرال لاردمان بنجلين، والجنرال نيرود بنجلين، والجنرال جانفال (الذي قتل في الدردنيل) بصهر، والجنرال لانوفل بصهريه، وكل من الجنرال مودوي والجنرال داماد والجنرال أبنير والجنرال بنوى والجنرال بونال والجنرال فالك والجنرال مارجوله والجنرال شايي والأميرال أميت والجنرال لويس والجنرال كورفيزار والجنرال لستراك والجنرال لستابي والجنرال بونفه والجنرال ديودونه بنجل واحد، وكل من الجنرال موندازيه والجنرال ناسار بصهر، والجنرال ريفوار باثنين من أنجاله، والجنرال مورلنكور بصهره، والجنرال ونكل مابر بنجله، والجنرال كوفمان بنجليه، وكل من الجنرال بليسيه والجنرال هيمان والجنرال بوند والأميرال سوريان والأميرال أملو والأميرال بيش والأميرال لوففر بنجل واحد، والأميرال مارول بصهره.» •••
الروسيات في الحرب: انتظم كثيرات من الروسيات في جيش روسيا المحارب وأتين أفعالا تشهد لهن بالفروسية والمهارة في الفنون الحربية.
فمدام كوفتسا رقيت إلى رتبة كولونل وأحرزت أوسمة كثيرة وهي كانت تقود فرقة من الجنود، وقد سئلت مرارا لماذا انتظمت في الجيش، فكانت تقول: «القيصر يطلب مني أن أدافع عن الوطن.» ومن أفعالها أنها ترسل الطيارات؛ ليستطلعوا لها مواقع الأعداء فإذا أخبرها الطيارون بأن بضع مئات منهم في جهة ما أرسلت عليهم طليعة صغيرة في الليل؛ ليبيتوهم فيطلقوا البندقيات عليهم من جهات عديدة وهم متوارون بعدما يستفردون الحراس ويقتلونهم فيقع الارتباك الشديد في جنود الأعداء، وقد يقتل بعضهم بعضا، ووصلت فتاة إلى «كيف» مجروحة في ذراعها وساقها وكانت قد ركبت طيارة في شرق بروسيا تستطلع جيوش العدو فجرحت ولكنها ظلت في طيارتها تديرها بجلد ومهارة حتى عادت بها إلى المعسكر وأخبرت بما رأت، وهذه الفتاة نائلة الشهادة من إحدى مدارس بتروغراد العالمية.
وفي إحدى الفرق الروسية فتاة اسمها فيلنا في الثانية عشرة من عمرها جرحت وأصيبت بالتيفوس، ولما شفيت عادت إلى فرقتها تحارب بشجاعة وبسالة، وقد انتظمت في الجيش في شهر أكتوبر سنة 1914، وجاء في مكتوب أرسلته إلى والدتها أن في فرقتها ثلاث فتيات أيضا يحاربن مع الجنود.
وانتظمت ابنة الكولونل توملوفسكي في الجيش وعمرها عشرون سنة فقصت شعرها وارتدت ملابس عسكرية وسارت مع والدها إلى ساحة الحرب وقاتلت في عدة معارك، ثم استخدمت في التلغراف وتمكنت بمهارتها من أخذ صورة تلغراف ألماني لا سلكي جاء فيه أن الألمان عازمون على مهاجمة قلب إحدى الفرق الروسية وأخذه على غرة، فاستعدت تلك الفرقة للقتال وكانت النتيجة أن المهاجمين الألمان نزلت بهم خسارة عظيمة جدا، وكان في جيش والدها أربعمائة فتاة وسيدة يحاربن من أجل القيصر والوطن.
ومما يذكر بهذا الصدد إن القيصر قلد بيده إحدى الدوقات الروسيات وساما ساميا جزاء ما أظهرته من البسالة فخلدت بذلك اسم أجدادها العظام الذين لهم في تاريخ حروب روسيا ذكر مجيد، وقد كتم اسمها لأسباب. وتحرير خبر انتظامها في الجيش أنها تزوجت بضابط وبعد صلاة الإكليل سارت معه متطوعة في الجيش ولم يجد توسل زوجها إليها بألا ترافقه، والخلاصة أنها ارتدت بذلة جندي ورافقته إلى الخنادق، وقد علم قائد الفرقة بأمرها فغض الطرف عنها، ورقي زوجها إلى رتبة كبتن ورقيت هي إلى رتبة ملازم، واتفق في معركة شديدة أن زوجها الكبتن أمر جنوده بالانسحاب إلى وراء خنادقهم فأبوا إطاعة أمره وظلوا يقاتلون تحت وابل من رصاص الأعداء فأمرها زوجها أن تحمل أمره وتسير به إلى الخنادق الأمامية؛ لأنه لم يكن قادرا على ترك مكانه فأطاعت وسارت ولكنهم عصوا الأمر فتناولت بندقيتها وضربت بها عسكريا وآخر وآخر أيضا، فأطاع الجنود الأمر وظلت هي واقفة في مكانها والرصاص يمرق قربها ويتساقط حولها حتى انسحب الجنود جميعهم، وسارت هي وراءهم وبعد عشر دقائق من انسحابها دمر الأعداء تلك الخنادق بوابل من القنابل المتفجرة فتحولت إلى أكوام وأطلال. •••
أدوات التوالت: احتدم الجدال بين فريق من الجنرالية في شمال فرنسا في الأسباب التي شيبت رءوس كثيرين من الضباط فأجمعوا على أن إجهادهم للعقل هو السبب الأكبر، ثم عرضوا الأمر على الجنرال جوفر، فقال ببساطته المعهودة: أظن أن ضباط جيوشنا البواسل لم تتيسر لهم «أدوات التوالت» في ساحات الحروب كما تتيسر لهم لو كانوا في بيوتهم، فضحك الجميع وسكتوا. •••
من غريب ما يذكر عن هذه الحرب إن جميع كبار رجالها ممن تعودوا النهوض باكرا من نومهم، يؤثر عن إمبراطور ألمانيا قوله: إن بني هوهتزلرن لا يلبسون «أقمصة نوم»، وقد كان يعيش في زمان السلم عيشة عسكرية من حيث نومه، فإن سريره وملابسه مثل أسرة ضباطه وملابسهم، ينام الساعة 11 كل ليلة وينهض الساعة الخامسة صباحا.
أما ملك إيطاليا فينهض الساعة 6 وملك البلجيك الساعة 5 وأما اللورد كتشنر فينام 6 ساعات، والسرجون فرانش لا يبالي أنام أم لم ينم. يحكى عنه أنه أعطى فراشه ذات مرة في حرب البوير لضابط أصغر منه، وقال لا يهمني أين أسند رأسي، ثم التحف بعباءته العسكرية وافترش الغبراء.
هذا في الحرب التي نحن بصددها، أما رجال الحرب من أهل العصر الخالي فأشهر من اشتهر منهم بقلة النوم والنهوض باكرا نابليون وخصمه ولنتن، وعند الإنكليز مثل يقول: إن النوم الباكر والقيام الباكر يجعلان المرء ذا عافية وسعة وحكمة. •••
ناپیژندل شوی مخ