وقد كان حافظ مراقبا هذا البربري منذ دخوله، فعرف أن التحويل الذي جاء به هو بمبلغ مائتي جنيه، فلما نودي على نمرة البربري أسرع إلى الخزانة وقبض المبلغ المشار إليه.
وقد رأى حبا منه في اتخاذ كل تحوط يحول دون ظهور حيلته أن يرسل ذلك البربري إلى محل ماتوسيان لشراء سجاير له من هناك، فأجابه البربري تأدبا إلى ما طلب، فلما عاد كان حافظ خارجا من البنك فأخذ منه السكاير وشكر له حسن صنيعه.
أما البربري فدخل إلى البنك وطالب الصراف بقيمة التحويل الذي جاء به، فقال له إن المبلغ المستحق لك هو خمسة جنيهات فقط، فصاح غيظا مخطئا الصراف، وأخيرا جاء مدير البنك ووقف على الأمر بنفسه، ولكنه حتى الساعة لم يقف على حافظ نجيب، ولم يعلم أنه هو الذي تناول مبلغ المائتي جنيه غنيمة باردة.
ومما يذكر في هذا الباب أن ذلك البنك عدل عن هذه الطريقة على أثر حادثة حافظ مع البربري؛ لأنه رأى في وجودها خطرا ظاهرا، فكان صنيع حافظ إحسانا إلى ذلك البنك وإنقاذا له من غوائل الطريقة المشار إليها.
فشل حافظ
ادعاؤه أنه الخواجا روفان صيدناوي - معاكسة الظروف له. ***
وقبل أن يخطر له الذهاب إلى الدير ساح سياحة مطولة في الوجهين البحري والقبلي دون أن يقف له رجال البوليس على أثر فكأني به كان يتمثل دائما بما كتبته تحت رسمه:
أيها الباحثون عني أفيقوا
إنني كالهواء في كل أرض
إن رآني النسيم غض حياء
ناپیژندل شوی مخ