جلس تلميذ حافظ إلى طاولة مجاورة للطاولة التي جلس عندها الغني المشار إليه، وأخذ يترقب فرصة لمحادثته، حتى إذا ما تركه الذين كانوا معه شاهد على الطاولة جريدة تركها أحدهم، فتقدم منه وقال له: أتأذن لي سعادتك بقراءة هذه الجريدة؟ فأجابه الغني: تفضل يا بك.
وبعد هنيهة دارت بين الاثنين المحادثة الآتية، وقد رأيت أن أرمز إلى تلميذ حافظ ورسوله بحرف «ت»، وإلى الغني بحرف «غ» دفعا لتكرار الأسماء.
غ :
قل لي رأيت إيه في الغازيتة؟ (ويعني بها الجريدة طبعا.)
ت :
لم أجد فيها شيئا؛ لأنني بحثت بين أخبارها عن المحل الذي اختاره دولة المندوب العثماني الأسمى الذي قدم إلينا من أيام، فلم أوفق إلى ذلك.
غ :
مندوب عثماني يعني إيه؟ مش هو مختار باشا اللي بقى له هنا سنين وأعوام؟
ت :
لا لا. سعادتك غلطان. إن المندوب السامي الذي أشير إليه هو غير مختار باشا؛ لأنه لم يحضر إلى بلادنا إلا منذ ثلاثة أيام فقط لمسائل مهمة ندبه جلالة مولانا السلطان لقضائها في مصر.
ناپیژندل شوی مخ