يموت الهوى مني إذا ما لقيتها
ويحيا إذا فارقتها فيعود
فغنته الجارية، فوقع الغلام مغشيا عليه ساعة ثم أفاق، فقال له عبد الملك: مرها فلتغنك الصوت الثالث، فقال: يا جارية، غني بشعر قيس بن الملوح المجنون:
وفي الجيرة الغادين من بطن وجرة
غزال غضيض المقلتين ربيب
فلا تحسبي أن الغريب الذي نأى
ولكن من تنأين عنه غريب
فغنته الجارية، فطرح الغلام نفسه من مستشرف، فلم يبلغ الأرض حتى تقطع، فقال عبد الملك: دعيه لقد عجل على نفسه، ولقد كنت حسبته على غير ما أرى، ثم أمر فأخرجت الجارية من قصره، وسأل عن الغلام، فقيل: غريب لا يعرف إلا أنه منذ ثلاثة أيام كان ينادي في الأسواق ويده على رأسه:
غدا يكثر الباكون منا ومنكم
وتزداد داري من دياركم بعدا
ناپیژندل شوی مخ