323

نوادر العشاق

نوادر العشاق

ژانرونه

إن الهوى لهو الهوان الحاضر

فنهضت إليه عند ذلك أقصد جهة الصوت، فرأيته غلاما في غاية الجمال لم ينبت له عذار بعد، فقلت له: نعمت غلاما، فقال: ومن أنت؟ قلت: عبد الله بن معمر القسيس، قال: أفلك حاجة؟ قلت له: كنت جالسا في الروضة فما راعني هذه الليلة إلا صوتك، فبنفسي أفديك ما الذي تجده؟ قال: اجلس، فجلست، قال: أنا عتبة بن الحباب بن المنذر الأنصاري غدوت إلى مسجد الأحزاب فبقيت راكعا وساجدا، ثم اعتزلت أتعبد وإذا بنسوة يتهادين كالأقمار وفي وسطهن جارية بديعة الجمال كاملة الملاحة فوقفت علي وقالت: يا عتبة، ما تقول في وصل من يطلب وصلك؟ ثم تركتني وذهبت، فلم أسمع لها خبرا ولا وقفت لها على أثر، وها أنا حيران أنتقل من مكان إلى مكان، وصرخ وانكب على الأرض مغشيا عليه، ثم أفاق كأنما صبغت ديباجة خديه وأنشأ يقول:

أراكم بقلبي من بلاد بعيدة

تراكم تروني بالقلوب على بعد

فؤادي وطرفي يأسفان عليكم

وعنكم روحي وذكركم عندي

ولست ألذ العيش حتى أراكم

ولو كنت في الفردوس أو جنة الخلد

فقلت له: يا عتبة، يا بن أخي تب إلى ربك واستغفر من ذنبك، فإن بين يديك هول الموقف، فقال: هيهات! ما أنا سال حتى يئوب القارظان، ولم أزل معه حتى طلع الفجر، فقلت له: قم بنا إلى المسجد، فقام فجلسنا فيه حتى صلينا وإذا بالنسوة قد أقبلن، وأما الجارية فليست فيهن، فقلن: ما ظنك بطالبة وصلك، قال: وما بالها؟ قلن : أخذها أبوها وارتحل إلى السماوة، فسألتهن عن اسم الجارية فقلن: ريا بنت الغطريف السليمي، فرفع رأسه وأنشد:

خليلي ريا قد أجد بكورها

ناپیژندل شوی مخ