لقد شدت الأفلاك بعد الكواكب
فما أسفي إلا على ذوب مهجتي
ولم أدر يوما كيف حال الحبائب
فدخل عليه يوما صديق له فوجده غاصا بالضحك مستبشرا، فسأله، فقال:
لقد حدثتني النفس أن سوف نلتقي
ويبدل بعد بيننا بتدان
فقد آن للدهر الخؤون بأنه
لتأليف ما قد كان يلتمسان
ثم شهق شهقة فاضت نفسه. فبلغ حبيبته ذلك فحزنت عليه غاية الحزن وسئمت العيش بعده، فبينما كان الفرزدق خارجا ذات يوم في طلب غلام له إذ مر بقرب ماء لبنى، فأمطرت السماء فلجأ إلى بيت هناك، فلاحت له جارية كأنها القمر، فحيت ثم قالت: ممن الرجل؟ قال: تميمي. قالت: من أيها قبيلة؟ فقال: من نهشل بن غالب. قالت: أين تؤم؟ قال: اليمامة. فتنفست الصعداء ثم قالت:
تذكرت اليمامة إن ذكري
ناپیژندل شوی مخ