ولذيذ الزاد قد حرمته
مثل ما حرمت من طيب المنام
واصطباري وسلوي رحلا
والهوى بالوجد عندي قد أقام
كيف يهنا العيش لي من بعدهم
وهم روحي وقصدي والمرام
أما حبيبته ورد فإنها بينما كانت تخطر حول خيامها إذ رأت موكبا حافلا من بعد فدنت منه فإذا في وسطه أمير خطير، فلما وقع نظره عليها عجب من رائق جمالها وهاله ما رأى فيها من شدة الضعف والهزال، فسألها عن حالها وما ألم بها، فأعلمته القصة على التمام وما جرى لها أولا وآخرا، فرق لها قلبه وبعث فاسترضى أباها وأرسل من يأتي بأنس الوجود، فما مضى إلا القليل حتى صادفوه قريبا من خيام محبوبته، فلما جاءوا به إليها مالت إليه كغصن البان فضمها إلى صدره وأنشد:
ما أحيلاها ليلات الوفا
حيث أمسى لي حبيبي منصفا
نصب السعد لنا أعلامه
ناپیژندل شوی مخ