بي حاكما متصرفا لولاك
قد جئت أصطاد الظبا في أرضكم
فاصطاد قلبي الكحل من عيناك
فارعي عهودي واحفظي شرع
الهوى وتيقني أني قتيل هواك
مني السلام عليك يا شمس الضحى
فلقد رماني الحب بالإشراك
وابقي ودومي واسلمي وتعطفي
وارعي العهود فمهجتي ترعاك
فما زال بين شكوى ونجوى إلى أن أصبح الصباح فافترقا متعاهدين على الحب والولاء، وداما على هذه الحال من الاجتماع وبث الأشواق في ذاك المكان إلى ذات يوم ذهب الحارث فلم ير أحدا فذهل غاية الانذهال وارتاب في أمر لبنى، فسأل عن السبب فقيل له: إنهم ساروا إلى بلدة قريبة، فأرسل يسأل عنها ليعلم ما عندها وما يكنه فؤادها، فكتبت له: إن ذلك ما كان إلا رغما عنها وأنها قريبا تعود إليه، فلما بلغ الحارث ذاك الكتاب وقرأ ما به هدأ باله وصار ينتظر لقاء الحبيب، فلما اجتمعت به لبنى خفق فؤادها وتنهدت وباحت بما عندها فأنشدت:
ناپیژندل شوی مخ