فبعث إلى يزيد: فلما جاء وجده مطرقا كئيبا، فاستجلاه الأمر، فقال: هو نبأ يقلق فيمرض، إن هذا الوغد القرشي كاتب أختك بهذه الأبيات فلم تزل باكية حتى الساعة، قال يزيد: الخطب دون ما تتوهم، عبد لنا يرصده ويقتله، فقال معاوية: يا يزيد، والله إن تقتل قرشيا هذا حاله صدق الناس مقاله، قال: يا أمير المؤمنين إنه نظم أبياتا غير هذه تناشدها المكيون فسارت حتى بلغتني فأوجعتني وحملتني على ما أشرت، فقال: وما هي؟ فأنشد:
ألا لا تقل مهلا فقد ذهب المهل
وما كان من يلحى محبا له عقل
حمى الملك الجبار عني لقاءها
فمن دونها تخشى المتالف والقتل
فلا خير في حب يخاف وباله
ولا في حبيب لا يكون له وصل
فواكبدي إني شهرت بحبها
ولم يك فيما بيننا ساعة بذل
ويا عجبا إني أكاتم حبها
ناپیژندل شوی مخ