Nathr al-Wurud Sharh Ha'iyyat Ibn Abi Dawud

Abdul Rahman bin Abdulaziz Al-Aql d. Unknown
76

Nathr al-Wurud Sharh Ha'iyyat Ibn Abi Dawud

نثر الورود شرح حائية ابن أبي داود

خپرندوی

مركز النخب العلمية

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

ژانرونه

وليس معنى ذلك أن النبي ﷺ ليس له إلا هذه الدعوة المستجابة، بل قال أهل العلم: «معناه دعوة أُعِلم أنها تستجاب لهم أي: للأنبياء ويُبْلَغ فيها مرغوبُهم» (١). ومن أحاديث الشفاعة ما جاء في الصحيحين أيضًا عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلي»، وذكر منها: «وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ» (٢). وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ... وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ» (٣). هذه نماذج من أحاديث الرسول ﷺ في الشفاعة. وأما الإجماع: فقد أجمع السلف الصالح من أهل السنة والجماعة على إثبات الشفاعة يوم القيامة وفق ما ورد في النصوص الشرعية من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. ولم ينكر الشفاعة أو بعض أنواعها إلا المبتدعة. قال أبو حاتم وأبو زرعة رحمهما الله تعالى: «أدركنا العلماء في جميع الأمصار ... فكان من مذهبهم أن الشفاعة حق» (٤). ومن الشواهد أيضًا على اتفاق أهل السنة على إثبات الشفاعة يوم القيامة أن المصنفين من أئمة أهل السنة وعلمائهم الذين ألَّفوا كتبًا أو رسائل في العقيدة قد نصوا على الشفاعة وأثبتوها، ومنهم:

(١) الشفا للقاضي عياض (١/ ٢٢٣)، وشرحه للقاري (١/ ٤٧٨). (٢) صحيح البخاري (١/ ٧٤) رقم (٣٣٥)، وصحيح مسلم (١/ ٣٧٠) رقم (٥٢١). (٣) صحيح مسلم (٤/ ١٧٨٢) رقم (٢٢٧٨). (٤) عقيدة أبي حاتم الرازي وأبي زرعة ص (١٩٩).

1 / 80