دليلنا على صحة ما ذهبنا إليه إجماع الفرقة المحقة.
وأيضا قوله تعالى: (وأيديكم إلى المرافق) (5) ولفظة (إلى) قد تستعمل في الغاية، وتستعمل أيضا بمعنى مع، وكلا الأمرين حقيقة.
قال الله تعالى: (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم) (6) أراد - بلا خلاف - مع أموالكم.
وقال تعالى حاكيا عن عيسى عليه السلام: (من أنصاري إلى الله) (7) أراد مع الله.
ويقول العرب: ولي فلان الكوفة إلى البصرة، وإنما يريدون مع البصرة من غير التفات إلى الغاية.
ويقولون أيضا: فعل فلان كذا، وأقدم على كذا هذا إلى ما فعله من كذا وكذا، وإنما يريدون مع ما فعله.
وبعد فإن لفظة (إلى) إذا احتملت الغاية، واحتملت أن تكون بمعنى مع، فحملها على معنى مع أولى، لأنه أعم في الفائدة، وأدخل في الاحتياط لفرض الطهارة.
وشبهة من أخرج المرافق من الوضوء أنه جعل (إلى) للغاية والحد، وظن أن الحد لا يدخل في المحدود.
.
مخ ۱۱۷