وإذا أردت لقاء العدو فخذ سلاحك، وتقدير الكلام: فالبس ثيابك للقاء الأمير، وخذ سلاحك للقاء العدو.
والغسل لا يكون للصلاة إلا بالنية، لأن بالنية يتوجه الفعل إلى جهة (1) دون غيرها.
وأيضا ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قوله: " الأعمال بالنيات، وإنما لامرئ ما نوى " (2) وقد علمنا أن الأعمال قد توجد أجناسها من غير نية، فوضح أن المراد بالخبر أنها لا تكون قربة شرعية مجزية إلا بالنيات.
وقوله عليه السلام: " إنما لامرئ ما نوى " يدل على أنه ليس له ما لم ينو.
هذا حكم اللغة العربية، ألا ترى أن القائل إذا قال: " إنما لك درهم "، فقد نفى أن يكون له أكثر من درهم.
والذي يدل على صحة ما ذكرناه في لفظة (إنما) أن ابن عباس (3) كان يذهب إلى جواز بيع الدرهم بالدرهمين نقدا ويأبى نسية (4).
وخالفه في ذلك وجوه الصحابة، واحتجوا عليه بنهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن بيع .
مخ ۱۱۰