أصبحت تحكي لي كل يوم عن أفكارها وبحثها في مختلف الديانات والمعتقدات عن الحقيقة، وكنت أجاريها وأشاركها حتى غدوت أهتم لما تهتم به. صرت أقابل الناس وأتحدث إليهم عن تجاربهم الروحية، دخلت إلى الكنائس وحاورت الرهبان، ودخلت إلى المساجد لأول مرة وتحدثت إلى المشايخ والمصلين، زرت مختلف الأديرة والمعابد، وكنت سعيدا بكل معلومة أحصل عليها لأنني سأنقلها لها. كنت كالطفل الذي يتعلم بشغف وسعادة كبيرين، وكانت تزداد يوما بعد يوم إشراقا وجمالا.»
سكت قليلا فقد كنت أنظر إلى الساعة، فقال: «أعتقد أن عليك الذهاب.» تنهدت استياء وقلت: «آه، نعم، الوقت يمر بسرعة هنا، أريد أن أحدثك عما حدث معي البارحة.» فوقف وقال: «في المرة المقبلة، هيا إلى اللقاء، لا تتأخري عن البيت.»
عدنا إلى البيت قبيل عودة أبي فاستقبلتني أمي وهي تحمد الله على وصولي باكرا. أخذت أفكر في «رندة»، كنت أحسدها على حريتها وعلى جرأتها وقدرتها على السعي وراء هدفها. ليتني ألتقي بها، أشعر أنها تشبهني، ترى أين هي وماذا حدث لها؟
كتبت في صفحتي على الفيسبوك:
لا تكمن العظمة في أهدافنا فحسب، بل في أنفسنا أيضا حين نرفض التخلي عنها لأي سبب.
ثم فتحت بريدي الإلكتروني فوجدت الرسالة التالية:
الصديقة العزيزة
أتمنى أن تكوني بخير، أتساءل ما سبب عدم إجابتك لي على رسالتي الأولى، وتركي يومين بلا رد، إذا كنت أزعجك برسائلي فإنني أعتذر وأعدك بإيقافها. ولك خالص الشكر.
شادي
آه! يا إلهي! كنت قد نسيت أمره تماما، يا لفظاظتي! علي أن أجيبه، كتبت له على الفور:
ناپیژندل شوی مخ