ومازجتها ضمًا فرحنا كأننا ... خليطان من ماء الغمامة والخمر
إلى أن نضى كف الصباح حسامه ... وأسفر داجي الأفق عن فلق الفجر
فيا ليلة ما كان أزهر حسنها ... لقد أذكرتني موهنا ليلق القدر
وقد تقرر أن الليل مظلم ما لم يشتمل القول على ما يشعر به بكونه مقمرًا، والأهاند اصطلحوا بينهم على أن موسم السحاب عدو للمرأة النائية عن محبها، كلما يمطرُ يمطر عليها نارًا ويحرقها ليلًا ونهارًا، وأسس الأهاند على هذا الاصطلاح معاني نادرة ومضامين باهرة.
وقول أزاد:
ولقد أتتني ليلة فحسبتها ... ماء الحياة يسيل في الظلماء
قالت تبسم إذ أردت تعانقا ... أنت اللهيب فتنطفي بالماء
والثانية: الطارقة في الليل المقمر، وفي حديث ابن ماجه، عن ابن عباس، أن رجلا ظاهر من امرأته، فغشيها قبل أن تكفر، فأتى النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، فذكر له، فقال: "ما حملك على ذلك؟ " قال: يا رسول الله! رأيت بياض حجليها في القمر، فلم أملك نفسي أن وقعت عليها. فضحك رسول الله ﷺ، وأمره أن لا يقربه حتى يكفر. وليس في الحديث ذكر الطروق،
1 / 54