بالأمارات، وهي الوسطى بين المختفية والمعلنة، كقول ولادة:
ترقب إذا جن الظلام زيارتي ... فإني رأيت الليل أكتم للسر
وبي منك ما لو كان بالبدر لم ينر ... وبالليل لم يظلم وبالنجم لم يسر
وقول زين الدين بن عبيد الله:
يا عاذلا قد لجاني في محبتها ... إليك عني فإني لست أتركها
وليس يعجبني إلا تعففها ... مع الورى ومعي وحدي تهتكها
تسترها ظاهر، وظهور فسقها قليل، يفهم من عذل العاذل. وقول آزاد:
تخفي تعلقها بمن ولهت به ... وفؤادها عند المحب حبيس
وتدور مقلتها فتثبت نحوه ... وإلى الجندي يقيم مغناطيس
ومن بدائع قدرته تعالى أن المغناطيس يجذب المغناطيس إن كانت القطعتان منه متساويتين، تجذب كل واحدة منهما الأخرى، وإن كانت متخالفتين تجذب الكبيرة الصغيرة، وأبدع من هذا يجذب الحديد، وأبدع من الأمرين أن طبيعته مائلة إلى الجدي، وهو كوكب قريب من القطب، فانظر إلى من جلت قدرته كيف صنع المعاملة بينهما، فإن الجدي علوي والمغناطيس سفلي، ذلك جرم
1 / 43