الأرض) [الكهف:٩٤] . فيجب على كل ذي نفس شريفة وهمة منيفة الزجر والردع عن هذه الفعلة الخبيثة التي ضجت الملائكة إلى الله تعالى منها، وحسم المادة الموصلة إلى ذلك كالنظر، فلذلك حرمه النووي مطلقا. وأخذ الخطيب عن أنس ﵁: لا تجالسوا أولاد الملوك، فإن الأنفس تشتاق إليهم ما لا تشتاق إلى الجواري العواتق. وحرض النخعي والثوري على عدم مجالستهم، والآثار في هذا المعنى كثيرة. ولله در من قال في المتصفين بهذا الشأن من هذا الزمن:
فإن لم تكونوا قوم لوط حقيقة ... فما قوم لوط منكم ببعيد
وإنهم في الخسف ينتظرونكم ... علة مورد من مهلكم وصديد
يقولون لا أهلا ولا مرحبا بكم ... ألم يتقدم ربكم بوعيد
فقالوا: بلى! لكنكم قد سننتم ... صراطا لنا في الفسق غير حميد
أتينا به الذكران من عشقنا بهم ... فأوردنا ذا العشق شر ورود
فأنتم بتضعيف العذاب أحق من ... متابعكم في ذاك غير رشيد
فقالوا: وأنتم رسلكم أنذرتكم ... بما قد لقيناه بصدق وعيد
فما لكم فضل علينا فكلنا ... نذوق عذاب الهون غير مزيد
كما كلنا قد ذاق لذة وصلهم ... ومجمعنا في النار غير بعيد
ثم نظم الأنطاكي شمل هذا الباب بما يتبعه من الأحكام منقسما في ثلاثة أقسام:
الأول: في من استلب الهوى والعشق نفسه، حتى أسلمه رمسه، وهو نوعان: الأول: فيمن عرف اسمه واشتهر في العشاق رسمه، كمحمد بن داود الفقيه الأصفهاني
1 / 35