implicational
وهو لا يمثل التزاما أخلاقيا، بل منطقيا.
أما المعنى الثاني فهي معنى الأمر الذاتي، من جانب المتكلم؛ فأنا المتكلم، أريده أن يفعل هذا أو ذلك. وتبعا لهذا التفسير فإن التوجيهات الأخلاقية تشتمل على إشارة لا مفر منها إلى المتكلم، فهي تعبيرات عن قرار إرادي للمتكلم. فإذا قلنا بهذا الرأي، كان من المستحيل استبعاد المتكلم من معنى التوجيه الأخلاقي، بحيث إن عبارة «ينبغي عليه» تنطوي، بطريقة مستترة، على عبارة «أنا أريد»، وبذلك نصل إلى أخلاق إرادية
volitional .
وفي استطاعتنا أن نحلل الطبيعة المنطقية لهذا الفهم على النحو الآتي. فاستخدام تعبيرات مثل «ينبغي عليه ألا يكذب»، أو «الكذب شر من الوجهة الأخلاقية» هو طريقة في الكلام تزعم أنها موضوعية، على حين أن ما تعبر عنه بالفعل هو اتجاه أو موقف للمتكلم. فعبارة «ينبغي عليه» تشبه ألفاظا مثل «أنا» و«الآن»، وهي الألفاظ التي تشير إلى المتكلم، أو فعل الكلام، ويختلف معناها باختلاف الأشخاص الذين تصدر عنهم . مثل هذه الألفاظ تسمى «انعكاسية الإشارة
token-reflexive » فكلمة «إشارة
token » تدل على مثل فردي لعلامة من العلامات. فإذا ما نطق شخصان بنفس الكلمة، فإن كلا منهما ينطق بإشارة مختلفة، أو بمثل مختلف من أمثلة هذه الكلمة. ويكون للإشارات المختلفة عادة نفس المعنى. ومع ذلك، فإذا كانت الألفاظ انعكاسية الإشارة، فإن كلا من الإشارات يكون لها معنى مختلف. فإذا قال كل من شخصين «الرئيس فرانكلين د. روزفلت»، كانت الإشارتان تدلان على نفس الشخص. أما إذا قال كل منهما «أنا» فإن الإشارتين تدلان على شخصين مختلفين. وكلمة «انعكاسية» تدل على هذا الارتباط بين المعنى وبين الإشارة.
3
ولنلاحظ أن المعنيين؛ اللزومي، والانعكاسي الإشارة، يستخدمان معا. غير أن المعنى اللزومي لعبارة «ينبغي عليه» لا يمكن أن يستخدم بالنسبة إلى المقدمات الأخلاقية، أو البديهيات الأخلاقية، ما دامت هذه المقدمات لا تعبر عن حالات لزوم، وإنما هي توجيهات. وعلى ذلك فإنها تشتمل على عبارة «ينبغي عليه» بمعنى انعكاسي الإشارة. هذا المعنى للعبارة ينتقل - بالاستخلاص - من المقدمات إلى كل قاعدة أخلاقية. ولكي نفهم هذا الانتقال، نستطيع أن نتصور عمليات الاستخلاص التي تحدث في المجال المعرفي. والتي تؤدي إلى نقل حقيقة المقدمات إلى النتيجة. فإذا لم تؤكد المقدمات، لم يكن من الممكن تأكيد النتيجة. وبالمثل فإن المقدمات الأخلاقية إذا لم تقدم بوصفها توجيهات، أي بمعنى أنها عبارة من نوع «ينبغي عليه»، تتميز بأنها غير لزومية، وبالتالي بأنها انعكاسية الإشارة، لما أمكن أن يكون للنتيجة الأخلاقية طابع التوجيه.
وقد يحدث جمع بين معنيي عبارة «ينبغي عليه»، وفي هذه الحالة نؤكد لفظ «ينبغي» بالمعنى اللزومي، ويكون متعلقا بمقدمة يرد فيها لفظ «ينبغي» بمعنى انعكاسي الإشارة. ومن الواجب أن ندرك هذا المعنى المزدوج بوضوح. فكلمة «ينبغي»، بمعناها اللزومي، يصبح لها في هذه الحالة مفهوم أخلاقي، ولكن لا يكون لها مثل هذا المفهوم إلا لأن التوجيه الذي يتخذ مقدمة لدى الشخص المشار إليه هو أمر أخلاقي يؤيده المتكلم. مثال ذلك أننا نقول: «ينبغي على الدولة أن تفتح أبواب هذه البلاد للمهاجرين.» ونعني بذلك أن هدف مساعدة المهاجرين. الذي نعلم أن الدولة تؤمن به، والذي نؤيده نحن، يلزم عنه أن يكون فتح أبواب البلاد هي الوسيلة الوحيدة المتوافرة لتحقيق هذا الهدف. وعلى ذلك فإن المفهوم الأخلاقي للفظ «ينبغي» بالمعنى اللزومي يمكن إرجاعه إلى استخدام كلمة «ينبغي» بالمعنى الإرادي. فإذا لم يكن المتكلم يشارك في الاعتقاد بهذا التوجيه، فقدت كلمة «ينبغي عليه» طابعها الأخلاقي. فقد نقول «كان ينبغي على هتلر أن يغزو إنجلترا بدلا من أن يفتح باريس.» ونعني بذلك أنه كان من مصلحة هتلر أن يغزو إنجلترا، أي أننا نقصد التزاما لزوميا
ناپیژندل شوی مخ