84

إن الأميركي لا يضطهد المهاجر الإيطالي ولا المهاجر الألماني، فلماذا يضطهد السوري واللبناني؟ ليس في هذا سر عميق، والمسألة بسيطة: يذهب الإيطالي إلى أمريكا فلا ينقطع إلى التجارة - شأن السوري - بل يشتغل في الأرض فيستخرج كنوزها، وهو بهذا يساعد أهل البلاد التي يستظل بظل علمها على زيادة ثروة البلاد؛ أي تكثير الصادرات، خلافا للسوري الذي يتاجر بالأصناف الأوروبية، فيأخذ من امرأة الفلاح الكولومبي في أسبوع واحد ما حصله زوجها في عدة أشهر.

وإنما أوردت هذا المثال البسيط لأظهر أننا شعب خسرنا مزية أولية أساسية لكل أمة تريد النجاح، وهذه المزية هي الإنتاج والعمل ضمن بلادنا.

من الغريب أن أتناول هذه الأبحاث وأنا امرأة، ولكن عذري حب بلادي، فهو يدفعني إلى ولوج هذا الباب الذي ما سبق لنساء البلاد أن دخلنه ...

وهنا يقف قلمي لأتأمل بالألوف المؤلفة من أبناء وطني الضاربين في كل بقعة من بقاع الأرض ركضا وراء الرغيف. والرغيف هنا في قلب هذه البلاد.

الثروة هنا وليس من يمد يديه ليتناولها.

يعترض المهاجر بأن البلاد فقيرة لا تقوم بسكانها!

وليس من فقر إلا في قلوبنا وفي نفوسنا.

النفوس الفقيرة تأبى الجهاد، والنفوس الغنية تجاهد إلى أن تحيا حياة حرة أو تموت!

والحرية يا أهل الوطن هي أن يحصل كل إنسان على ما يكفيه دون أن يحمل الناس أثقاله.

مستقبل الآثار في سوريا

ناپیژندل شوی مخ