77

فجرى الدمع سخينا

كالدما فوق الخدود

قرار

نحن جبلنا من تراب الأنبياء

فلنكن للمعالي شهداء

أنشودة حماس مع ما فيها من الدموع السخينة ... ولكن اللحن! أشهد أنني لا أسمعه مرة إلا وتغلغل في نفسي حاسات القهر والأسى ممزوجة ... فيمر في خيالي مشهد أم تحتضر باكية على أطفالها، أو مشهد جنازة صغيرة تسير الهوينا حول عربة صغيرة تحمل نعشا صغيرا أضجع فيه طفل صغير. •••

وفي قرية الدوار الصغيرة، المختبئة بوداعة خلف أكمة ظهور الشوير، ذلك المصيف الفخور بجلال باسقاته، وجمال بناته ذوات العيون الذباحة، في القرية الدوار بيت صغير ساكن مختبئ - مثل الدوار نفسها - بين الأشجار الكثيفة الخضراء.

لا عيال في هذا البيت، إنما من حين إلى حين تجتمع فيه طائفة من الشباب، فيلهون ويطربون ويسكرون، وعندما يبلغ رنين الأقداح حده الأقصى تخفت أصوات الشاربين، ويرتفع وسط سكون الغاب أنين الأوتار الشرقية يرافقها صوت شجي أظنه يغني على الحب.

إنني أدري لماذا نبكي حينما تهزنا عاطفة القومية، ولكنني لا أدرى لماذا تبكي الأوتار تحت أنامل شبان يلهون ويطربون وينشدون أنشودة الحياة الكبرى.

ولعل الحق في هذا على شعرائنا وأدبائنا ومنشدينا الذين لا يؤدون رسالتهم في حياة الأمة كما يجب أن تؤدى.

ناپیژندل شوی مخ