هللي وذكرينا بالذي منذ ألفي سنة يدعو إلى العبادة بالروح والحق، اهتفي يا أجراس التعزية والاكتفاء في قلوب المحرومين. وأنت يا أجراس الإيمان والرجاء، والأمل والقوة، أنشدي، هللي ... اصرخي ... في قلوب الأمم المطوقة، المستعبدة، السائرة هزيلة، وفقيرة، وحزينة، في مواكب الأسرى والعبيد.
أعطوا يعطيكم الله
1
احذروا الأرمن، اجتنبوا الأرمن، إياكم والأرمن!
الأرمني لا يحب أحدا، ولا يرعى ذمة أحد. اجتنبوه فهو مفسد عليكم أعمالكم، وطاردكم من دياركم. •••
مررت بحي من الأحياء فإذا بصبية كبار يقرءون في منشور ألصق بالحائط هذه الكلمات، وحولهم صبية صغار اجتمعوا يسمعون ويسمون قلوبهم الغضة بسموم البغضاء والقسوة، بفعل تلك اليد التي أبت إلا أن تلقي عليهم هذا الدرس.
وتابعت طريقي، فذهبت بي أفكاري خمس سنوات إلى الوراء، وأرتني ميتم عينطورة وفيه ألف يتيم أرمني أبناء ألفي شهيد وشهيدة.
لم أر هؤلاء الأيتام وحدهم، ولم تسمع أذناي صوت أنينهم وهم يسيرون في مفاوز الأناضول، لم أر بعين الفكر تلك المجزرة الهائلة التي ضجت منها الأرض والسماء.
لم أر شيئا من هذا، بل رأيت طيف امرأة مسلمة، ابنة رجل مسلم، تدخل ذلك الميتم الذي كان بقذارته وبما فيه من الهياكل العظمية أشبه بمقبرة منه ببيت يضم أكباد ألف أم بائسة.
رأيت طيف تلك المرأة ورأيت قلبها - قلب الأم - يتفطر حزنا، رأيتها بلحظة تحول تلك الهوة النتنة التي علا فيها العويل والأنين إلى مرتع آمن وراحة.
ناپیژندل شوی مخ